«يا أيتها النّفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي». أعلم يقينًا بأن الحياة الدنيا لم تكن يومًا مستقرا بل هي ممر إلى دار المستقر في جوار خير من جوار البشر.. جوار الله، ألم الفقد لا يمكن أن يوصف وربما يعبّر عنه بطرق شتى إلا أنها تكون عاجزة عن الوصف، فعندما أسلمت قرة عيني روحها إلى خالقها وأنا إلى جوارها لم تعد تجدي عندئذ أدوات الإنعاش ووسائل الدعم وإدارة الألم، لقد فاضت روحها بهدوء وسلاسة دونما عناء، لقد خسرت معركتها الأخيرة مع تداعيات ال(سركوما) الشرسة إلا أن رحمة الله كانت أقرب إليها من حبل الوريد، وكأني في تلك اللحظة الفاصلة بين الحياة والموت أتخيّل أن ملائكة الرحمة يحملون لها البشرى بحياة أكثر راحة وطمأنينة. لقد خُلقت لتعبد الله وأبتعثت لتتعبد إليه بالعلم «والبحث عن العلم جهاد» -كما قال معاذ بن جبل - فقبضها الله إليه طالبة علم تسعى من خلال دراستها في علم الخلايا في البحث عن تقنيات لمعالجة سرطان الأطفال باستخدام الخلايا الجذعية، الذين عملوا معها في المختبر ينقلون في رثائهم في (Facebook) شيئًا من ذلك إذ تقول احدى المشرفات: «سوف لن ننسى لميس عندما حدثتنا عن أنها عاقدة العزم على معالجة الأورام عند الأطفال باستخدام تقنية الخلايا الجذعية، لقد كانت لميس فتاة جسورة وأفزعنا نبأ موتها ونأمل أن ترقد بسلام» «We will never forget LAMIS when she sat down and talked to us about how she wanted to cure cancer in children with stem cells technology». لقد عملت لميس تحت إشراف الدكتور «Tim Whalley» أستاذ علم الخلايا والعميد في جامعة (Stirling) إذ أن الأبحاث التي أنجزتها في هذا الميدان أهّلتها للحصول على مقعد في كلية الطب بجامعة (غلاسكو) لاستكمال تلك الأبحاث التي قطب رحاها علاج «الأورام» باستخدام الخلايا الجذعية إلا أن الأجل عاجلها قبل أن تستكمل مسيرتها. لقد كان ل»لميس» حضورها العلمي والاجتماعي في مجتمع المدينة الجامعية، ولقد وصف المغردون في (تويتر) الصلاة على الميت بقولهم: (منظر مهيب أثناء الصلاة ودفن الفقيدة لميس درباس، نسأل الله أن يجعل هذه الجموع شفيعة لها) واللافت حضور لفيف من غير المسلمين مراسم الدفن إلى جانب المبتعثين السعوديين والجاليتين الإسلامية والعربية في أدنبره وغلاسكو. اللهم ارحم لميس وأغفر لها في جوارك الكريم و»إنا لله وإنا إليه راجعون»، والحمد لله رب العالمين. * ضوء: (وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون). [email protected]