* «معليش» رائحة المقال ليست مناسبة، غير أني مضطر.. في خبر نشرته هذه الصحيفة «المدينة» في عددها الصادر يوم الخميس الماضي عن أن الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة لاحظت وجود أخطاء في أنبوب تصريف مياه الصرف الصحي «المجاري» وأن مساره يتجه إلى البحر ليصب فيه (100) ألف متر مكعب من مياه المجاري، وأن ذلك يُعدُّ مخالفة بيئية.. دفع ذلك الأرصاد إلى تنبيه أمانة جدة كونها الجهة المسؤولة إلى ضرورة تحويل مسار خط الأنبوب بدلاً من البحر، إلى محطة المعالجة بالخمرة جنوبجدة. * عجائب الخبر كثيرة جدًّا.. أولها أن الأمانة كانت قد وافقت على اقتراح شركة المياه كون المشروع تحت رعايتها، تحويل الخط إلى مسار قناة مجرى السيل المتجه إلى البحر.. أيّ أن الأمانة تساهم مع شركة المياه في تلويث البحر؟! * ثاني العجائب وأكثرها استفزازًا أن الأمانة بدأت -خلّوا بالكم من بدأت هذه- في دراسة الحل المقترح والبدائل.. لماذا؟ حتى لا يتعرَّض مشروع نفق طريق الملك عبدالعزيز مع شارع فلسطين للتأخير؟ وكأن تأخيرًا قليلاً للمشروع مع ضمان عدم تلويث مياه البحر أهم..! * هذا ليس هو الوحيد من المشروعات التي تُلوِّث البحر بمياه الصرف الصحي وبموافقة الأمانة بل كل شاطئ البحر يشهد أنابيب تصب كلها بمياهها الملوثة في البحر.. وبعض تلك الأنابيب كان نتيجة لمشروعات رُصدت لها ميزانيات مخيفة، كما في أنابيب تصريف مياه محطة المعالجة في المطار، التي تصب مباشرة في البحر في الجزء الشمالي وبكميات كبيرة جدًّا. * بصدق أتمنى أن يرشدني أو على الأقل يجيبني أحد ويُفسِّر لي كيف أن أمانة محافظة جدة.. المسؤولة الأولى والأخيرة عن كل كبيرة وصغيرة في جدة وقراها توافق على مشروعات تساهم في تلويث بيئة جدة؟ أو تعطّل حركتها؟ أو تزيد معاناتها ومعاناة سكانها كما يحدث مع كثرة الحفر والمطبات والنتوءات في كل شوارع جدة، كبيرة كانت أم صغيرة! ألا يوجد مَن يُحاسب؟! أم أن الدرعا ترعى والله اللطيف؟! وإلى متى؟! [email protected]