أثار انشقاق أحد كبار قادة داعش في سوريا عن التنظيم الاربعاء الماضى وبرفقته عدد من انصاره بعد أن استولوا على ملايين الدولارات، وتمكنوا من الهرب إلى جهة مجهولة. وبيّن النشطاء أنّ الداعشي، الذي يدعي «أبو فاطمة التونسي»، قيادي برتبة أمير، وهو المسؤول عن «الزكاة» في مدينة الشدادي بريف الحسكة، بحسب ما ذكر موقع قناة «المتوسط» التونسية. وأشار النشطاء إلى أن «الداعشي التونسي تمكن من الفرار برفقة عدد من عناصره من جنسيات مختلفة، وبحوزته 6 ملايين دولار، من الأموال الخاصة بداعش من مصادر مختلفة». أبو عبيدة المصري «قَلب داعش» جدير بالذكر أن هذه الواقعة لم تكن الأولى من نوعها، ففي فبراير الماضي اجتاحت حالة من السخرية مواقع التواصل الاجتماعي عقب الأنباء عن قيام قيادي مصري في تنظيم داعش، يدعى «أبو عبيدة»، وهو المسؤول عن ديوان الزكاة بالتنظيم بسرقة مليار ليرة سورية «نحو 5 ملايين دولار» من بيت الزكاة بمحافظة دير الزور في سوريا. تمويل العمليات الإجرامية ويفتح هذا ملف استغلال تنظيم داعش للشرائع والأحكام الإسلامية ومنها الزكاة والتى كانت من أهم مصادر تمويل عمليات التنظيم الإجرامية في شتى أصقاع الأرض وعصب أساسي لبقائهم ويمدد من عُمر التنظيم، لم تقتصر سرقات داعش لأبار النفط في ريفي محافظة الرقة ودير الزور،و لا لسلب أراضي زراعية أصحابها هجروها خوفاً من بطش التنظيم ولا المؤسسات الحكومية التي هي ملك الشعب، بل أمتد لأحد أركان الإسلام وهو استغلال ركن الزكاة وتحويله مصدر تمويل ل "بيت مال المسلمين " على حد تعبيرهم، ليكون أحد مصادر التمويل لعملياتهم الإجرامية، وأمواله بالأساس هي لفقراء الناس، "لا يوجد ضرائب في دولتنا كما هو الحال في الدول الأوربية"، هكذا يغرد أحد مناصري تنظيم داعش بتغريدة على موقع تويتر، ولكن يوجد استغلال أركان الإسلام، وضرائب مالية تزداد يوماً بعد يوم . فرض التنظيم دفع الزكاة على أصحاب المواشي، وأصحاب المكاتب العقاريّة، وتعهدات النقل، والمطاعم، والصيدليات، والعيادات الطبيّة، والأراضي الزراعيّة، ومجالات كثيرة".، تدفع بين الفترة وأخرى وتكون نسبة مئوية تقدر ب 2،5%، وعلى صاحب المحل دفع نسبة 2،5 في المئة على كل مبلغ يساوي ثمن 100 غرام من الذهب، وأنَّ كل من لا يحقق مرابح سنوية تعادل 100 غرام من الذهب، لا يفرض عليه "دفع الزكاة. ومن حيث الإشراف يُشرف على عملية جمع الأموال " الجرد " ما يسمى ديوان الزكاة منتشر في كل المدن والقرى والمحافظات التي اغتصبها التنظيم بعد معاركه مع الثوار مطلع العام الفائت 2014، حيث أطلق على المحافظات اسم الولايات وعلى القرى والمدن اسم قطاعات، وفي كل قطاع أو ولاية يوجد " ديوان الزكاة "، يشرف على عملية جمع الأموال، لجنة مؤلفة من أشخاص سوريين و " مهاجرين " غير سوريين، ينتقلون على المحال ويقييمون البضاعة ورأس المال ومن ثم يفرضون مبلغا محددا على صاحب المحل هذا أو ذاك، متناسين أحياناً أو متغافلين عن موضوع تقلّب العملة الصعبة وهبوط ونزول سعر الدولار. يأكلون أموال الزكاة تجمع ما يسمى " ديوان الزكاة " المال ويتم وضعه في " بيت مال المسلمين " ومن ثم يتم شراء كميات من الرز و المواد الغذائية أو يوزعون الحصص الغذائية التي سرقوها من المنظمات الإغاثية ولصقوا عليها شعاراتهم على النازحين وفقراء المدينة و البلدة، وفقاً لشروط ومعايير تحددها اللجنة التابعة لديوان الزكاة، وإذا ما قورنت الأموال التي تم جمعها من أصحاب المحال التجارية بكميات الرز والمواد الغذائية الموزعة على نازحي وفقراء المدن، بالكاد تكون نسبة ضئيلة، أبو محمد وهو شاب ثلاثيني نازح من محافظة حمص إلى ريف محافظة الرقة يقول: " إنني نازح من حمص منذ سنتين وقالوا في المساجد: أي نازح يراجع ديوان الزكاة يتم تسجيل اسمه وإعطاءه حصة من أموال الزكاة، بعدما راجعتهم وسجلت اسمي واسم افراد عائلتي، أخبروني أنني لا أستحق الزكاة كوني شاب وعلي البحث عن العمل في حين أحدهم يأكل من اشهى أنواع الطعام، ويشرب المشروبات الغازية التي نسينا طعمها، ولا يشرب إلا الماء الصحية! ".