لم يعتبر خالد حسّان إعاقته حادثا مأساويا يقصيه عن الحياة، بل وجدها هدية من الله وشعاع أمل أنار له ولآخرين ظلمة الطريق ليتحدى واقعه الصعب، ويصبح أول معاق يعبر المانش، ويحتفي به العالم. وعن سبب إصابته، بين أنه تعرض لحادث تسبب في قطع إحدى قدميه وتهشيم وتفتيت عظام الأخرى والتي عادت للحياة عقب العديد من العمليات الجراحية، قائلا:»كنت طفلا بالعاشرة من عمرى، لدي كثير من الطاقة، اريد ان اخرجها ولم أجد من يساعدني» . وأضاف:»كل الاماكن حينهاغير مؤهلة للتعامل مع طفل معاق سواء نادٍ أو مركز شباب أو حتى بالمدرسة، فقد كان مدرس التربية البدنية يجلسنى على كرسي (على جنب) ويسألنى بتعاطف «ماذا أحضر لك عصيرا أم شاى أم شيء تأكله...؟» ويكمل «لم استطع التأقلم وتركت المدرسة عامين وفضلت الدراسة بالمنزل، وظللت أبحث عمن يخرج منى طاقة الملل فلجأت للصيد كهواية تعلمنى الصبر، وفي أحد الأيام وقعت من مركب في النيل وكدت أغرق وظللت أحاول حتى خرجت للشاطئ، وفي اليوم التالى قررت أن أذهب للمكان الذي سقطت فيه ومددت عكازي بالماء اقيس العمق الذي سقطت فيه»، يضحك ويقول:»اكتشفت أن المسافة التي سقطت بها لم تتعدَ الشبر». ويستطرد:»من هنا قررت تعلم السباحة، وعلمت نفسي بنفسي، بعد أن رفض الجميع تعليمي كمعاق السباحة خشية أن أغرق، وعشقت السباحة واعتبرت أن الناس يمشون على الأرض وأنا امشى بالماء» وعن كيفية عبوره المانش والهدف من ذلك في تلك الفترة، قال:»كان الهدف الأساسى محاولة إثبات الذات فقد أردت ان ألفت نظر الجميع أننى إنسان ولدي حقوق ويجب أن يعيد الجميع نظرتهم لي، ففى هذا الوقت لم يكن احد يعترف بحقوق المعاق ليس في مصر فقط ولكن بالعالم « ومضى بقوله:»بحثت عن أصعب ما يمكن أن يقوم به شخص سليم واكتشفت أنه عبور المانش، كما اكتشفت أن أكثر رياضة يتميز بها المصريون في ذلك الوقت هى السباحة فكانوا يلقبون بتماسيح النيل وعبر كثير منهم المانش». واستطرد قائلا:»عندما عرضت الفكرة على المختصين وجدت رفضا تاما ومن الرافضين من نظروا إلى بتعاطف ومنهم من نظر لى على أننى مجنون وآخرون رأونى فقدت المنطق، إلا أنهم لم يستطيعوا فعل شيء أمام إصرارى فطلبوا عمل اختبار لى من منطقة رأس البرلس حتى رأس محمد ومنها لدمياط حتى رأس البر بدءا من الساعة 12 مساء حتى الساعة 7 صباحا واجتزت الامتحان ولم يستطيعوا أن يجتازوه فرفضوا من جديد وقالوا مستحيل». ويكمل:»قررت بعدها أن أسافر على نفقتى الشخصية وعبرت المانش وهو عبارة عن مضيق بين المحيط الأطلسي وبحر الشمال والعبور يكون من دوفر بانجلترا حتى كاليه بفرنسا، وكنت اول معاق بالتاريخ يعبر المانش ويتم تسجيله كرقم قياسي بالموسوعات العالمية، وعبرته بيوليو 1982 في 12 ساعة 39 دقيقة وحتى اليوم لم يتم كسر الرقم». وذكر انه تم نقل عبوره المانش على الهواء مباشرة في مختلف دول العالم من اليابان لانجلترا لفرنسا والهند والبرازيل وتم انجاز عدد من الأفلام التسجيلة عن حياتة تحت اسم «ابتسامة على شفاه بطل» وبثت في مختلف التلفزيونات الدولية على أساس أنه رائد هذا المجال. واعتبر الإعاقة هدية له من الله، قائلا:»لو لم تحدث لى ما كنت أصبحت بطلا عالميا وما كنت لفت نظر الجميع فالمعاق يمكنه ان يكون كالاسوياء أو أفضل منهم لو اتيحت له الفرصة وكانت تجربتى مصدر إلهام لكثير من المعاقين حول العالم كما كانت جرسا يدق ليملأ الدنيا ضجيجا وليصم آذان من ينكرون قدرات المعاق وحقه بالحياة». ولفت إلى أنه حصل على بطولة العالم لألعاب المعاقين فى هولندا 1990م، وتم تكريمه بالعديد من المحافل الدولية وفي مصر، وألف العديد من الكتب بمختلف لغات العالم عن تجربته لتكون مصدر إلهام لكثير من أصحاب الإعاقات. المزيد من الصور :