رعى صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر أمير منطقة الرياض مساء اليوم فعاليات ملتقى شباب الأعمال في دورته الرابعة بعنوان ( الريادة والتفكير الإبداعي )؛ بحضور عدد من أصحاب السمو الملكي الأمراء وكبار المسؤولين, وذلك في فندق الفورسيزون بالرياض. وفور وصول سموه قام بجولة في المعرض المصاحب للملتقى ، حيث اطلع على مبادرات الشباب والشابات الإبداعية والاستثمارية. بعد ذلك بدء الحفل الخطابي المعد بهذه المناسبة بتلاوة آيات من القرآن الكريم ، ثم ألقى عضو مجلس إدارة غرفة الرياض رئيس لجنة شباب الأعمال علي بن صالح العثيم كلمة أكد فيها أن ترسيخ ثقافة ريادة الأعمال وتحفيز العمل الحر ضرورةً ملحةً لمواجهة تحديات توفير فرص العمل وتوطين الوظائف بالمملكة، لافتاً النظر إلى تقارير البنك الدولي عن اقتصاد المعرفة الذي يمكن أن يوفر ما يقارب 700 ألف فرصة عمل بالمملكة سنوياً. وبين أن الدراسات الاقتصادية أثبتت أن القوة الاقتصادية هي تلك تكمن في خلق بيئة وبنية اقتصادية قادرة على ضخ المزيد من المشروعات الريادية الناشئة القائمة على المعرفة, مشيراً إلى تهيئة البيئة الاقتصادية المحفزة لقيام وتمكين المشروعات الناشئة لعمل مؤسسي وإستراتيجي في مختلف القطاعات الحكومية والخاصة، عاداً الأسرة والمدرسة والمجتمع اللاعب الرئيسي في ترسيخ قيم العمل بوجه عام والعمل الحر بوجه خاص. وأعلن العثيم عن إطلاق عدد من المبادرات التي تهدف إلى تهيئة وتمكين شباب الأعمال ودعم قدراتهم التنافسية وهي مبادرة " منارة رواد الأعمال " لإثراء المحتوى العربي لريادة الأعمال وهو محتوى عربي إلكتروني يتضمن عددًا ضخمًا من المعلومات والمقالات الإرشادية لشباب ورواد الأعمال, ومبادرة " بني في السعودية " الذي يعد أول دليل متكامل للمشاريع الناشئة في مختلف المجالات على مستوى المملكة، لتسهيل الوصول إليها والاستفادة من خدماتها, ومبادرة "آمرنا" وهو موقع إلكتروني يمثل آلية تواصل بين شباب ورواد الأعمال والهيئات والوزارات المعنية ودوائر صنع القرار. وإطلاق تطبيق مسابقة المشاريع الناشئة" مبادر " على الهواتف الذكية الذي يتيح للمشاركين تحميل مقاطع فيديوهات مشاركتهم ومتابعة نتائج التحكيم والتواصل مع إدارة البرنامج بشكل أسهل، كما يسّهل الوصول إلى أكبر عدد من أصحاب الأفكار الإبداعية. بعد ذلك ألقى رئيس مجلس إدارة غرفة الرياض عبدالرحمن بن عبدالله الزامل كلمة بين فيها اهتمام الحكومة الرشيدة بشباب وشابات الأعمال من أبناء هذا الوطن الذين هم عماد مستقبله والداعم الأكبر لاقتصاده عبر مشروعاتهم الاستثمارية المتنوعة. وقال الزامل : " من خلال هذه الملتقى نقف على حجم الانجازات ونتدارس المعوقات ونقدم النصح والإرشادات لأبنائنا شباب وشابات الأعمال، بتبصيرهم بشتى فرص الاستثمار في مختلف القطاعات الاقتصادية، وتحقيقاً لهذه الأهداف تبنت غرفة الرياض العديد من المبادرات الرامية لتشجيع شباب الأعمال ولدمجهم ضمن الأوساط الاقتصادية ولرفع مستوى ثقافتهم الاستثمارية, وطرح العديد من التجارب لهم للاستفادة منها بغرض تفعيل دورهم بالشكل المطلوب". وأضاف" إن اختيارنا لشعار ( الريادة والتفكير الإبداعي ) يأتي قناعة بأن النهوض بهذا القطاع يتطلب جهداً، وأن الوصول إلى الريادة لابد له من تفكير إبداعي، وهي مبادئ تسعي دوماً عبرها لإيجاد جيل مبدع خلاق ومبادر متطلع دوماً إلى المستقبل متسلحاً بكل أدوات المعرفة التي يحتاجها في عالم اليوم". وأشار الزامل إلى أن الملتقى فرصةً لمناقشة قضايا وطموحات شباب ورواد الأعمال والتعرف على التحديات التي تواجه مسيرتهم، للعمل سوياً على تهيئة المناخ الملائم لتفعيل مشاركتهم في بناء مستقبل اقتصادنا الوطني. بعد ذلك ألقى صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر كلمة أعرب فيها عن سعادته بالمشاركة في الملتقى الذي يستقطب كوكبة من الشباب الطموح والمتطلع إلى المساهمة الفاعلة في بناء وطنه والنهوض به لرفعة وازدهار اقتصاده, فالبلدان تنهض بشبابها وتستمد التمكين من طاقاتهم وتستقي العزيمة من أجل رؤية واعدة ومستقبل مشرق. وقال سموه " إن شباب المملكة يحظون برعاية واهتمام من حكومتنا الرشيدة وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز, وسمو ولي عهده الأمين, وسمو ولي ولي العهد , وذلك إيمان منهم بموقع الشباب المهم في مسيرة حاضر الوطن ومستقبله, وإننا بحق ننظر لشبابنا باعتبارهم وقود حضارة ودافع مسيرة نحو البناء والتقدم". وأضاف " أؤكد لكم أن حكومتنا الرشيدة لن تدّخر جهداً بأي دعم أو مساندة لاستثمار طاقات الشباب وتوظيف قدراتهم وإتاحة المجال أمامهم للتفاعل الحي مع تقنيات وعلوم العصر, وصقل قدراتهم ومواهبهم بالتجارب والخبرات المميزة من أجل دفع مسيرة إسهامهم وعطائهم لإعلاء بنيان الوطن وتقوية صرح نهضته ". وأردف في كلمته قائلاً " أود أن أعبر عن تقديري لغرفة الرياض لدورها الرائد في احتضان شباب الأعمال والتي حملت على عاتقها دوراً مسئولاً وبذلت الكثير من الجهود الجديرة بكل تقدير واعتزاز لاهتمام ورعاية وتشجيع شباب وشابات الأعمال, ومدت إليهم أيديها بالعطاء والمساندة, ووضعت أمامهم خبرات وتجارب الرواد والرموز من الجيل المثابر من رجال الأعمال الذين نعتز ونفخر بهم ". وفي ختام الكلمة قدّم الأمير فيصل بن بندر نصيحة إلى الشباب, في التسلّح بالإيمان بالله سبحانه وتعالى والتمسك بالعقيدة السمحة, والاجتهاد في التزود بالعلم والخبرة والنهل من تجارب الرواد وإطلاق الطاقات الإبداعية للوصول إلى آفاق الاقتصاد المعرفي بالتحلي بالصبر, فالبناء لا ينهض إلا خطوة بخطوة. وفي نهاية الحفل كرّم سموه الداعمين للملتقى, ثم التقطت الصور التذكارية.