في الحلقة الأخيرة فقط من برنامج Arabs got talent الذي يُبثّ من بيروت، برزت 4 مواهب سعودية شابّة، وأجازتها لجنة التحكيم للانتقال للمرحلة التالية من سباق البرنامج المثير!. الموهبة الأولى لفتاة تعزف على البيانو سيمفونيات موسيقية من تأليفها، وبدون مبالغة لا تقلّ جودةً عن سيمفونيات كبار الموسيقيين في أوروبا القديمة، مثل بيتهوفن وموزارت!. والموهبة الثانية لفنّان خِداع بصري، إذ نقل امرأة من مكانٍ ظاهر لمسافة عدّة أمتار إلى بطن صندوق موضوع داخل صندوق آخر، دون أن يعرف الجمهور كيفية ذلك، وهكذا خِداع لا يُجيده إلّا قلائل في العالم!. والموهبتان الثالثة والرابعة لخطّاط ورسّام بارعيْن على الجُدران، ويُنجزان لوحاتهما الرائعة في ثوانٍ معدودات!. وبينما أنا أشاهد هذه المواهب تذكّرْتُ غوّار الطوشي في مسرحيّته القديمة "غُرْبة"، إذ قال: افتحوا على إذاعة لندن "مِشَان" نعرف "شُو" في أخبار "عِنّا"، نعم، فلدينا مواهب سعودية كثيرة لكن لا نعرفها إلّا من الخارج، سواء كان هذا الخارج إقليميًّا أو عالميًّا، وليس فقط في مجالات فنية، أو ترفيهية قد يُقلّل من شأنها كثيرون، بل في مجالات علمية رصينة، وأفكار جديّة واختراعات مفيدة للبشرية، الأمر الذي يعني أنّ هناك قصورًا كبيرًا ينبغي زحزحته عن برامجنا المحلية لاكتشاف المواهب والاستفادة منها لصالح الوطن، وهو يحرم الوطن من إنجازات ترفع من شأنه وقدره في المحافل العالمية!. وهنا أدرك شهرزاد الصباح، وقبل أن تسكت عن الكلام المباح، قالت إنه في الظلام تبرز أهمية النور الذي يُوفّره الكشّاف الكهربائي، فما بالُ كشّاف المواهب السعودية عطلانًا؟ ألاّ نحبّ النور الساطع الذي تُوفره لنا مواهبنا المدفونة إن اكتشفناهم مُبكِّرًا في بلدنا واحتضنّاهم ورعيْناهم؟!. @T_algashgari [email protected]