قال د.أيمن قرادة المحلل السياسى الليبى ل»المدينة»: الحل فى ليبيا من وجهة نظره الخاصة، هو إطلاق مبادرة وقف فوري لإطلاق النار برعاية الولاياتالمتحدة، أصدقاء ليبيا، واشراف الاممالمتحدة، أولا: لحقن الدماء ومنع اتساع رقعة الحرب الأهلية. ثانيا: لإعطاء الفرصة للبرلمان الليبي المنتخب بأن يتسلم السلطة بطريقة سلمية، واستئناف عملية صياغة الدستور، والبدء في حوار وطني شامل.وأشار الى أنه من المحتمل ان يرفض الإسلاميون هذا الطرح؛ لأن البرلمان يتميز بأغلبية وطنية وقد يصدر منه قرار لحل الميليشيات القبلية والجهوية، وإعادة هيكلة المؤسسة العسكرية الليبية، وسن قوانين لمحاربة الإرهاب، وتشريعات لحماية الثوابت الوطنية، وهذا ربما يشكل تهديدًا حقيقيًا لمشروع الاسلام السياسي في ليبيا. ولو رفض الاسلاميون مبادرة وقف اطلاق النار، هذا سيضعهم في مأزق سياسي محليا ودوليا. وكان د. أيمن قرادة قد حذر في دراسة أعدها لمعهد واشنطن لسياسات الشرق الادني «The Washington Institute for Near East Policy» من اتساع رقعة الحرب الاهلية في ليبيا. وقال ان العنف الذي يئزّ في ليبيا منذ وقتٍ طويل بالفوران بسبب كون البلاد دولةٌ منقسمة. فالقتال الضروس الذي كان في الماضي محصوراً في بنغازي - حيث أطلق اللواء خليفة حفتر «عملية الكرامة» ضدّ خلية «أنصار الشريعة» الإرهابية المدرجة على لائحة الولاياتالمتحدة للإرهاب وضدّ حركات إسلامية مسلّحة أخرى - قد وصل الآن إلى طرابلس. وبالتالي تم إخلاء السفارة الأمريكية بسرعة في 26 تموز/يوليو، كما أن دولاً أخرى قد حثت مواطنيها على مغادرة البلاد. واشار الى ان القتال احتدم في طرابلس في 12 تموز/يوليو بين ميليشيات إسلامية متشدّدة قدمت من معقل «الإخوان المسلمين» في مصراتة وحلفائها من شمال غربي البلاد وبين ألوية قوميّة مجهّزة ومدرّبة من الزنتان. وهذه الأخيرة، أي «لواء القعقاع - الصواعق - المدني»، هي قبائل تدعم «تحالف القوى الوطنية» التابعة ظاهرياً إلى الجيش الليبي. ومنذ ذلك الحين قصفت الميليشيات المصراتية والإسلامية مطار طرابلس الدولي، الذي كان تحت سيطرة القوات الزنتانية منذ انتهاء الثورة. وهذه المعركة - التي دمرت 90 بالمئة من الطائرات على الأرض بتكلفة تزيد عن 1,5 مليار دولار أمريكي - تشكل منعطفاً مظلماً بالنسبة لليبيا، الأمر الذي يزيد من احتمال خوض البلاد حرباً أهليّة قبليّة شبيهة بتلك التي وقعت عام 1936.