وجه رئيس الاستخبارات السعودية السابق الأمير تركي الفيصل انتقادات شديدة اللهجة للمجموعة الدولية متهمًا إياها بالتقاعس عن وضع حد إزاء ما يحدث في سوريا. واتهم الفيصل في مداخلة له في (مؤتمر ميونيخ للأمن) أمس الأحد النظام السوري بقتل شعبه وارتكاب جرائم بحق الإنسانية، مطالبًا بوضع حد لسفك الدماء في سوريا وبتدخل المجموعة الدولية من أجل إيقاف الجرائم التي يرتكبها النظام السوري ضد المواطنين السوريين. وفيما يتعلق بموقف الحكومة الروسية من النزاع في سوريا، قال الفيصل: إن موسكو مستمرة بمد النظام السوري بالسلاح. وأضاف "أتهم الغرب عمومًا باستثناء فرنسا بالتحفظ في تقديم يد العون للشعب السوري". من جهته، طالب وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة باتخاذ إجراءات أشد إزاء سوريا. وقال: "نعاني كدول جوار لسوريا، يوجد في تركيا حاليا 700 ألف لاجيء، لا نعلم متى يعودون لوطنهم، أنفقنا 3 مليارات دولار، الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن لا تعاني مثلنا، الشعب السوري يعاني والدول الخمس دائمة العضوية ومجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يعقد اجتماعات مطولة دون أن يصدر قرارًا واحدًا على مدى السنوات الثلاث الماضية". ميدانيًا، تعرضت مناطق تحت سيطرة المعارضة السورية في مدينة حلب (شمال) خلال نهاية الأسبوع لقصف بالبراميل المتفجرة أودى بحياة 85 شخصًا على الأقل، في حصيلة هي الأعلى لقصف بهذا السلاح منذ بدء النزاع السوري، فيما شنت دمشق هجومًا لاذعًا على المعارضة بعد يومين من انتهاء مفاوضات جنيف-2. وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس "استشهد 85 شخصًا على الأقل في قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة" السبت على أحياء المعارضة في شرق حلب. وأوضح أن 34 شخصًا بينهم 6 أطفال وسيدتان قضوا في حي طريق الباب، و31 شخصًا بينهم 7 أطفال و6 سيدات، و10 رجال مجهولي الهوية، في أحياء عدة منها الصالحين والانصاري والمرجة. كما قتل 10 مقاتلين من جبهة النصرة، الذراع الرسمية لتنظيم القاعدة في سوريا، بقصف مقرهم في حي الشعار فجر السبت. وأوضح عبدالرحمن أن الحصيلة "هي الأعلى التي تسجل في قصف بالبراميل المتفجرة"، منذ بدأ نظام الرئيس بشار الأسد يستخدم سلاح الطيران في المعارك ضد معارضيه صيف العام 2012. وتشهد حلب التي كانت تعد بمثابة العاصمة الاقتصادية لسوريا قبل بدء النزاع منتصف مارس 2011، معارك يومية منذ نحو عام ونصف العام، وباتت المعارضة تسيطر على أحيائها الشرقية، في حين يسيطر النظام على الأحياء الغربية. وتتعرض مناطق المعارضة في حلب وريفها منذ منتصف ديسبمر، لقصف جوي عنيف أودى بالمئات، بحسب المرصد. وجدد الطيران أمس قصف الأحياء الشرقية، ومنها القاطرجي والأنصاري والشعار والمعادي، مستخدمًا البراميل المتفجرة المحشوة بمادة "تي إن تي"، والتي تلقى من الجو من دون نظام توجيه، بحسب المرصد. وعرض المرصد على صفحته على موقع "يوتيوب" شريطًا مصورًا قال إنه لانتشال طفلة على قيد الحياة من تحت الركام في الأنصاري. وأظهر الشريط شبانًا متجمهرين قرب الدمار، سرعان ما يبدأون بالهتاف وصيحات التكبير. ويظهر من وسطهم رجل يحمل طفلة ترتدي ملابس زهرية، قبل أن تقوم بنفض الغبار عن وجهها، وبدا عليها الاعياء والذهول. وأفاد المرصد عن تسجيل "حالات نزوح من الأحياء الشرقية باتجاه الغربية"، مترافقًة مع "منع القوات النظامية إدخال المواد الغذائية والبضائع التجارية إلى الأحياء الشرقية منذ 4 أيام". وأفاد المرصد هذا الأسبوع عن تحقيق القوات النظامية تقدمًا طفيفًا على أطراف الأحياء الجنوبية الشرقية، بعد سيطرتها على مناطق واسعة خلال الأسابيع الماضية في الريف الشرقي والجنوبي الشرقي للمدينة. وقام وزير الدفاع السوري فهد جاسم الفريج الجمعة بتفقد "عدد من النقاط العسكرية" في حلب، بحسب ما أفادت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) أمس، في زيارة تأتي بعد استعادة القوات النظامية مؤخرًا المناطق المحيطة بمطار حلب الدولي الذي كان مغلقًا منذ نحو عام بسبب المعارك. وحطت طائرة مدنية في المطار للمرة الأولى في 22 يناير.