خطف مسلحون في الثالثة فجر أمس الطيار المدني التركي «مراد اكيبا» ومساعده «مراد اكسا»، على جسر قرب مطار بيروت الدولي. بعد انزالهما من باص تابع لشركة الطيران التركية. وقالت مصادر أمنية إن «المسلحين الذين اعترضوا الباص عددهم 6». فيما، دعت تركيا رعاياها إلى مغادرة لبنان بعد عملية الخطف أمس. وقالت وزارة الخارجية التركية في بيان نشر على موقعها على الانترنت «نظرًا للوضع الراهن، ينبغي على مواطنينا أن يتجنبوا السفر إلى لبنان إلا في حال الضرورة». وأضاف البيان «ننصح مواطنينا المتواجدين في لبنان بالعودة إلى تركيا إذا كانوا قادرين على ذلك، أو اتخاذ كل الاجراءات من أجل ضمان سلامتهم الشخصية والتيقظ في حال قرروا البقاء».من جهتها، بثت قناة «الجديد» اللبنانية بيانا أمس لجماعة غير معروفة تطلق على نفسها اسم «مجموعة زوار الإمام الرضا»، تتبنى فيه خطف الطيارين، وتربط الافراج عنهما باطلاق الزوار. وأعلنت المجموعة أن الطيارين هما «ضيوف لدينا لحين اطلاق سراح أخوتنا زوار الأماكن المقدسة والمخطوفين في أعزاز، والذين تتحمل تركيا المسؤولية المباشرة عن حريتهم». (حسبما قالوا). وأضافت «نتوجه للجانب التركي برسالة واحدة: أمان ربي أمان، بيرجع زوار بيطلع قبطان». والإمام الرضا هو ثامن الأئمة الشيعة، ولد في العام 766 وتوفي في العام 818، ودفن في مدينة مشهد الإيرانية. وتعليقا على ما جرى، أكد السفير التركي في اتصال هاتفي تلفزيوني إلى أنه يتابع القضية ويتمنى على السلطات اللبنانية الإفراج عن المخطوفين التركيين. وفيما ذكر أن خطف التركيين مرتبط بملف اللبنانيين المخطوفين في أعزاز منذ عام ونصف، نفى الشيخ عباس زغيب هذا الأمر. وقال دانيال شعيب، شقيق أحد مخطوفي أعزاز: «نبارك خطف الاتراك اذا صح ولكننا لا نتبناه ولا علاقة لنا به مطلقا». وأوردت، الوكالة «الوطنية للإعلام» الرسمية من ناحيتها، تفاصيل الحادثة، لافتة إلى أن «ثمانية مسلحين كانوا يستقلون سيارة بيكانتو وجيب «اكس تريل» اعترضوا باصا تابعا لأحد الفنادق في بيروت كان في طريقه من مطار رفيق الحريري الدولي إلى أحد الفنادق في منطقة عين المريسة، في بيروت فأوقفوه وصعدوا إلى داخله وقاموا بخطف كابتن طيار ومساعده وهما يعملان في شركة الطيران التركي». وكشف وزير الداخلية مروان شربل في اتصال مع الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية أن عملية خطف الطيار التركي ومساعده حصلت عند الثالثة من فجر أمس قرب المطار لدى نقل باص أفراد من طاقم إحدى الطائرات التركية من مطار بيروت إلى أحد الفنادق في عين المريسة. ولفت الوزير شربل إلى أن الخاطفين اعترضوا الباص وخطفوا من داخله اثنين من الطاقم وفروا بهما إلى جهة مجهولة. وقال: «الأجهزة الأمنية تقوم الآن بالتحقيقات اللازمة لمعرفة ملابسات الحادثة وملاحقة الخاطفين، علما انه تم توقيف سائق الباص على ذمة التحقيق». وتابع: «نحن نتابع الموضوع بجدية بالتنسيق مع السفير التركي، وقد اطلعنا رئيس الجمهورية على المعلومات الامنية المتوافرة حتى الساعة. بدوره، شدد الرئيس اللبناني ميشال سليمان خلال اتصال هاتفي مع نظيره التركي عبدالله غول «رفض الخطف الذي حصل»، متحدثا عن وجود «مساع جدية ومتواصلة لمعرفة مكان المخطوفين والتأكد من سلامتهم والعمل على تحريرهم»، بحسب بيان صادر عن الرئاسة اللبنانية. وأضاف البيان نفسه أن الرئيس التركي «أشار إلى الجهود التي قامت وتقوم بها تركيا لإطلاق مخطوفي أعزاز»، متمنيا ان «يتم اطلاقهم وعودتهم الى عائلاتهم واهلهم في اقرب وقت».