ابتداءً أؤكد على أنني وغيري من أعضاء مجلس الشورى نكتب في الصحافة وتويتر وغيرهما ونتحدث في الأماكن العامة ووسائل الإعلام بصفتنا الشخصية لا الرسمية، وحسبنا أننا نقدم خدمة دينية ووطنية في خطابنا للناس، كما أؤكد على أن كل جلسات المجلس علنية ومفتوحة بحضور الإعلاميين وليست مغلقة سوى بعض الموضوعات القليلة التي تقتضي السرية، ونحن كأعضاء نستقي الكثير من الأخبار عن المجلس من وسائل الإعلام لكون كل عضو لا يعرف إلا موضوعات لجنته دون غيرها، وقدمت بهذا الكلام حتى لا يقال بأننا نفشي أسرار المداولات، لأن الإفشاء مقتصر حكمه على الجلسات المغلقة السرية، وهي مثل جلسات المحاكمات القضائية حيث إن الجلسات العلنية لا يشملها حكم الإفشاء لكونها علنية. ومن هذا المنطلق أقول: إن عضو مجلس الشورى يمارس عمله التشريعي والرقابي عبر جلسات المجلس واجتماعات اللجان المتخصصة والخاصة والفرعية، وفي الشق التشريعي يبدي مشورته في مشروعات الأنظمة المقدمة للمجلس من الحكومة أو المقترحة من الشورى وفقاً للمادة 23 من نظام المجلس بحق العضو باقتراح نظام جديد أو تعديل نظام نافذ، كما يقوم العضو بدور رقابي عبر الاطلاع على تقارير الأجهزة الحكومية السنوية وتقديم الملاحظات عليها سواء عبر مناقشة شفوية لا تزيد عن خمس دقائق أو تحريرية فضلاً عن الوسيلة الأقوى وهي التوصيات الإضافية على توصيات اللجنة المرفقة بالتقرير. ولذا فمن حق بل واجب كل عضو أن يتقدم بما يراه محققاً للصالح العام وفق توصية بمسوغاتها، ولذا فقد قدمت كغيري مجموعة من التوصيات على عدة تقارير حكومية، وحسب علمي أن 93% من التوصيات الإضافية لا تفوز بالأغلبية عند التصويت، وهنا تأملت الواقع، وخرجت بنتيجة مؤداها أن التوصية التي لا تنجح عند التصويت تعتبر في نظري قد حققت 60% من الهدف، وذلك لكونها في الأساس مجرد توصية لا قرار ملزم، وبالتالي فحينما يقوم العضو بتقديم أي توصية فهو بهذا يقدم خدمة وطنية للعباد والبلاد ولو لم تنجح في التصويت، لأنها بمجرد تقديمها فهي تحقق عدة فوائد سواء للعضو كدليل على حيويته واهتمامه، وعلى أن المجلس فاعل ونشيط، وأن الحراك قوي بين الأعضاء، وقطع للطريق على المزايدين على الأعضاء وأنهم لا يقدمون الخدمة للناس، وفيه دليل على روح الشورى والديمقراطية والتصويت بالأغلبية، وهذه بحد ذاتها تربية على احترام الرأي والرأي الآخر. ومن أهم فوائد التوصيات الإضافية ولو لم تفز بالتصويت أنها حركت اللجنة المتخصصة لدراستها وتواصلت مع الجهاز الحكومي بشأنها وعرف الخاص والعام موضوعها مما يعني تحقق ولو بعض الهدف من التوصية قبل تقديمها للتصويت، فضلاً عن إدراجها في التقارير والملفات للمجلس والأعضاء، ويكفي أن كل هذه الجهات والرموز اطلعوا عليها وأدركوا الهدف من ورائها، وأما فوزها بالتصويت فهو مع أهميته إلا أنه ليس الهدف الوحيد، ولذا فيجب علي وعلى غيري أن نستمر في تقديم التوصيات التي نرى أهميتها ولو كنا جازمين بعدم نجاحها عند التصويت عليها، لأن الخطوات التي تمت منذ تقديمها وحتى التصويت عليها تحقق بذلك الكثير من المصالح للوطن والمواطنين. وختاماً أؤكد أن الكثير من الناس يظلم مجلس الشورى وأعضاءه الكرام حين يزعم البعض بأن دورنا معدوم أو ضعيف، والصحيح أن ما يدور تحت قبة المجلس يعتبر حراكًا قويًا ورائعًا، ويحقق المصلحة العامة للجميع، ووجدت في كل الأعضاء الاهتمام بالوطن والمواطنين والحرص على مصلحتهم، وبالتالي فلا يجوز تقليل دور المجلس وجهد الأعضاء، بل وجدت فيه من الحماس بالمطالبة بحقوق الناس ما لم أجده في مجالسنا الشعبية، ومع ذلك فكل مواطن فضلاً عن عضو بالشورى يتمنى المزيد من النجاح للمجلس ولن يتحقق هذا إلا بالمزيد من الصلاحيات التي تعزز دوره التشريعي والرقابي، وذلك ليساعد ولي الأمر في الإصلاح والتطوير والتنمية. Twitter: @IssaAlghaith [email protected]