كشف الدكتور إبراهيم المعيقل مدير عام صندوق الموارد البشرية عن ارتفاع نسبة طلبات القطاع الخاص في توظيف السعوديين والسعوديات أكثر من 40 في المائة منذ انطلاق الحملات الموجهة للعمالة غير النظامية، مشيرًا إلى أن السيدات السعوديات أصبحن مطلبًا أكبر للكثير من الشركات، ومؤكّدًا على أنّ عدد ساعات العمل المزمع اعتمادها من قبل الجهات التشريعية في القطاع الخاص ما زالت تحت الدراسة، مبينًا أن ما تم في الفترة السابقة من لقاءات كانت تجمع أصحاب الأعمال بالعمال بوجود ممثلين من الحكومة، مشددًا على أن الدور الحكومي في تلك اللقاءات لم يتجاوز إدارة الحوار وأنّها تهدف إلى جمع كل وجهات النظر من قبل العمال وأصحاب الأعمال والمختصين في سبيل الخلوص إلى النتائج النهائية بعد رفعها إلى الجهات التشريعية. وأكد المعيقل على أنّ الوظائف المتاحة من خلال صندوق الموارد البشرية لا تجبر الباحثين عن العمل على قبولها، مشيرًا إلى أنّ صندوق الموارد البشرية يقوم بعمل الوسيط بين الشركات الراغبة في استقطاب الموظفين السعوديين في وظائف تعكس احتياج كل شركة، مشددًا على ضرورة التفريق بين إكراه طالب العمل على وظيفة بعينها وبين عرض الفرص التي يتيحها له سوق العمل، وقال: «لم يتم بعد تطبيق نظام «الوظيفة المناسبة» والذي يحدد الشروط والمتطلبات على جميع الأطراف من ناحية الأجور ونوع العمل وغيرها»، مشيرًا إلى أنّ برنامج «حافز» لا يتأثر فيه طالب الإعانة بعدم قبوله للوظائف المقترحة آليًا. وشدد المعيقل على ضرورة إيجاد الفرص الوظيفية المناسبة للشباب السعودي مع ضرورة عدم الانتقاص من أي مهنة شريفة، مشيرًا إلى أن تغيير ثقافة المجتمع هي مسألة مجتمعية عامة ولا يمكن تحميل جهة بعينها ذلك، مشيرًا إلى أن الهدف ليس التوجه نحو التوظيف فقط دون دعم الشباب الراغبين في دخول سوق العمل كأصحاب أعمال. من جانبه أكد البروفيسور سالم بن سعيد القحطاني عميد التطوير وأستاذ إدارة الأعمال بجامعة الملك سعود على أن نسبة السعوديين غير المؤهلين للدخول في سوق العمل محدودة، مشددًا على ضرورة الاستفادة من تجارب كبريات الشركات في المملكة والتي تعتمد مسميات وظيفية تكسر بعض الحواجز لدى بعض طالبي العمل، مشيرًا إلى أنّهم يتحصلون على مردودات مالية مجزية أهلت كثيرًا منهم لتحقيق الحياة التي يرغبها من سكن وغيرها، مطالبًا بضرورة التركيز على إنشاء شركات حكومية تستوعب المؤهلين من الشباب السعودي وتعمل على تدريبهم، مشيرًا إلى تجربة سابك في استقطاب خريجي الثانوية العامة وحاملي الدبلومات وإدراجهم في برامج تدريبية داخل الشركة تخولهم للتدرج الوظيفي والمادي والمهني الذي يرجوه كل موظف. وأضاف القحطاني أن الموارد البشرية بالتعاون وزارة العمل وعدة جهات أخرى تقوم على تنفيذ خطة استراتيجية تختص بالقوى العاملة تنتهي في العام 1445ه، مشيرًا إلى أن الجزئية المتعلقة بتغيير ثقافة المجتمع تحتاج إلى تكاتف العديد من الجهات ولم يتم الوصول إلى آلية محددة خاصة بذلك حتى الآن. فيما أكد صالح السريع العضو المنتدب لمجموعة السريع على أنه لا يمكن توجيه الشباب السعودي إلى الوظائف المتدنية في الوقت الراهن، مشيرًا إلى أن تبعات الطفرة التي عاشها الجيل السابق أدت إلى الوصول إلى ثقافة العمل العامة التي نعيشها حاليًا، مطالبًا الجهات ذات الصلة بالعمل على إنشاء مشروعات عملاقة تستوعب الشباب في مختلف المهن وفق خطة واضحة، مشددًا على ضرورة التركيز على النمو وتحسين الأوضاع الاقتصادية بشكل يحقق النتائج الملموسة للمواطنين، بدلا من حصر التفكير على الوظائف فقط. المزيد من الصور :