في الاسلام تسمى حرية الرأي حرية التفكير والتعبير ، وهي مكفولة للمسلم وثابتة له لأن الشريعة الاسلامية أقرتها له.لحرية الرأي في الاسلام عدة مجالات وغايات كإظهار الحق وإخماد الباطل قال تعالى" ولتكن منكم أمة يدعون الى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون" .وغاية أخرى هي منع الظلم ونشر العدل وهذا ما فعله الأنبياء والرسل إزاء الملوك والحكام وفعله العلماء والمفكرون مع القضاة والسلاطين قال صلى الله عليه وسلم "أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر" .وحرية الرأي في الاسلام لا تعني ان يخوض الانسان فيما يضره ويعود عليه بالفساد، بل لابد ان يكون في إطار الخير والمصلحة اذ إن الاسلام بتقريره حرية الرأي انما أراد من الانسان أن يفكر كيف يبني نفسه وأمته لا كيف يهدمها وراء شهواته وهواه. وحرية الرأي في الاسلام طبقت تطبيقاً رائعاً منذ عصر النبوة وهذا الصحابي الجليل حباب بن المنذر أبدى رأيه الشخصي في غزوة بدر على غير ماقد رآه الرسول صلى الله عليه وسلم فأخذ النبي برأيه ، وأبدى بعض الصحابة رأيهم في حادثة الافك واشاروا على النبي بتطليق عائشة رضي الله عنها الا أن القرآن برأها. ومن الناحية السياسية فيحق للانسان اختيار السلطة وانتخابها ومراقبة أدائها ومحاسبتها اذا انحرفت عن منهج الله وشرعه وحولت ظهرها عن جادة الحق والصلاح وغير ذلك من التصرفات العامة التي لايؤخذ بها برأى واحد قال تعالى " ان الله يأمركم ان تؤدوا الأمانات الى أهلها واذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل" وقال صلى الله عليه وسلم، "الدين النصيحة "قلنا لمن يارسول الله قال" لله ولرسوله ولأئمة المسلمين" في المقال القادم سأتحدث عن حرية الرأي لدى بعض الصحابة والتابعين. [email protected]