سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
صراع الخطابات في “الفعاليات".. وشؤون أخرى!! عندما يضيق الفضاء على الكاتب.. المبدع.. الفنان، فإن "الجو" يصبح غير قابل للتحليق والانطلاق وممارسة عناق الآفاق
img src="http://www.al-madina.com/files/imagecache/node_photo/feesl_0.jpg" alt="صراع الخطابات في “الفعاليات".. وشؤون أخرى!!" title="صراع الخطابات في “الفعاليات".. وشؤون أخرى!!" width="120" height="155" / (1) .. ما حدث في الجنادرية.. هو ذاته الذي يحدث في معرض الكتاب! كل عام ونحن موعودون بهذا الدوران الممل! .. لا جديد في الموضوع! لا جديد على الإطلاق! ما دامت خطاباتنا في كل مرة متناقضة.. غير متسقة، يقوّض بعضها بعضًا.. أتذكرون ما حدث في «جنادرية» العام المنصرم؟.. من جدال محموم بين ثلاثة خطابات جاءت متزامنة في السياق المكاني والزماني: الخطاب الديني في بعض مُخرجاته.. الخطاب التعليمي.. الخطاب الثقافي! مشكلتنا الأزلية تكمن في أن كل خطاب لدينا يتحرك في الاتجاه المعاكس لبقية الخطابات.. فما يصدر من خطابات ثقافية أدبية يتقاطع مع مسارات بعض الخطابات الدينية، وما يصاغ من بيانات الخطاب التعليمي لا ينسجم مع مفردات خطاب الثقافة.. وهكذا!! ويظل خطاب المجتمع منحازا إلى أكثر الخطابات انفعالا وعاطفة وصخبا!! على حساب «المنطق» و «العقل» ومنهج الذهنية «الصحيحة» المنتجة القادرة على صناعة الفعل الحضاري المنشود!! (2) عندما يضيق الفضاء على الكاتب.. المبدع.. الفنان، فإن «الجو» يصبح غير قابل للتحليق والانطلاق وممارسة عناق الآفاق! .. تصبح الممارسة الكتابية حينها مكبلة بالمألوف والسائد والنمطي، وتغيب شواهد الدهشة والإثارة واقتناص اللحظات الجديدة الفاتنة.. اللحظات الأكثر صدقا وإنسانية.. ويصير «القلم» آلة لصياغة «الجاهز» و»الساكن» بدلاً من أن يكون «فعلا» متواطئا مع حاجات الإنسان الخالص..!! (3) .. قرأت «غراميات شارع الأعشى» لبدرية البشر، فاستسلمت لحالة اطمئنان «وجداني» هادئ، ثم شاءت الصدف أن أقرأ بعدها الرواية الصادرة ل «التو» للكاتب والروائي المصري د.علاء الأسواني «نادي موقف السيارات»، فاهتاج ولع «الرواية» في وجداني، وفي عقلي، وفي استجابتي «الروائية» الخالصة، منتقلا من حالة «الاطمئنان» هناك، إلى الحالة التي استشعر فيها بحرارة اللقاء مع الأعمال الأدبية «الحقيقية» التي تنطق مفرداتها وتراكيبها ورؤاها وتقنياتها بفكر روائي «عالي الجودة»، وعمل فني «متعوب عليه» في حسابات التجربة الإنسانية الأدبية!! ثمة فرق..!! بالتأكيد! ف»الموقف» كان أكثر زخما وحوارية ووهجا وجمالا من «الشارع» الأكثر طولا وعرضا و»ارتفاعا»!! (4) تكبر مشاعره.. تكبر.. رؤاه.. نبلا وصدقا.. فيضيق الأفق!! (5) «يغيب».. «فتحضر» فجيعة الغياب!! (6) «اجتمعنا على الماء.. ثم انقسمنا على الماء» وإذ بنا -اللحظة- نلاحق «الماء» الذي في متون «الحديد»!! (7) أنشد الساحلي ذات ألق: «يا طوير العنب ياللي تغرهد عشية: جوع ولا ظما؟ ولا حدتك المنية؟!». [email protected]