ينعقد خلال الأيام القريبة المقبلة في العاصمة الرياض، المؤتمر الدولي الثالث للتعلم الإلكتروني والتعليم عن بعد، وذلك في الفترة من 21- 26 ربيع الأول الجاري، الموافق 2- 7 فبراير 2013م، وسينعقد تحت عنوان «الممارسة والأداء المنشود». ويهدف المؤتمر إلى إعادة النظر في الدروس والتجارب من المبادرات السابقة في مجال التعلم الإلكتروني، والسعي بجدية لفهم المبادرات الحالية لوضع تصور واضح لتوجه جديد للتعلم الإلكتروني الذي يعتمد على الأداء والمشاركة، لينير لنا الطريق، ونستشرف بها المستقبل بتوظيف الدروس المستفادة، وفهم معطيات المرحلة الحالية. ونظرًا للتوسع الكبير الذي يشهده تطبيق برامج التعلم الإلكتروني، ولتبنيه كأحد الأساليب المعتمدة في مؤسسات التعليم العالي، فقد تم خلال الفترة الماضية إطلاق العديد من مبادرات التعلم الإلكتروني وتم نشر الكثير من الدراسات العلمية في هذا الشأن، برؤية لتوظيف التعلم الإلكتروني في التحفيز وتحسين الأداء، ورسالة للمساهمة في تحول التعلم الإلكتروني لتحقيق الأداء المنشود، وبأهداف: عرض أحدث الدراسات والبحوث العلمية في مجال التعلم الالكتروني وارتباطه بالأداء، وتعزيز التعلم الإلكتروني الذي يحفز المشاركة والأداء المتميز، واستعراض النظريات التربوية التعليمية التي تساعد على نقل التعلم الإلكتروني لواقع تطبيقي، وإبراز أهمية الأطر الثقافية والأخلاقية لتطبيقات التعلم الإلكتروني وممارساته، والتوعية بدور بيئات التعلم الإلكتروني في تحفيز المشاركة والأداء المتميز، ورصد تجارب التعلم الإلكتروني الناجحة التي تستهدف تحسين التعلم وضمان جودته. وتقوم وزارة التعليم العالي بالمملكة، ممثلة بالمركز والوطني للتعلم الإلكتروني والتعليم عن بعد، بدور ريادي من أجل إحداث نقلة تجعل من التعلم الإلكتروني أسلوبًا يتبنى المشاركة ويعتمد على تحسين الأداء من خلال تنظيم المؤتمر الدولي الثالث للتعلم الإلكتروني والتعليم عن بعد. ويسعى هذا المؤتمر إلى جمع التربويين والباحثين والممارسين والمستفيدين وصنّاع القرار والمستخدمين على صعيد واحد لمناقشة هذه النقلة، وتصور الكيفية التي يمكن أن تتم بها. فمن المهم استكشاف ما تم في هذا المجال، وقياس درجة فاعليته في دعم الأداء التعليمي. من جانبٍ آخر، يعد المركز الوطني للتعلم الإلكتروني والتعليم عن بعد، خلاصة رؤية المملكة لمستقبل التعليم، وهو الداعم وبيت الخبرة والمرجعية الأساسية في مجال التعلم الإلكتروني، وتؤكد إستراتيجيته موافاة متطلبات التنمية المستدامة وتوطين التقنية، ووضع المملكة في المكانة التي تليق بها بين الأمم التي تستثمر في التعليم المستقبلي، الذي يوظف حصاد التطور التقني. فالمركز ترجمة واعية للأفكار النيرة التي ضمتها الخطة الوطنية لتقنية المعلومات، تلك الخطة التي وجه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، بضرورة وضعها بما يجعل المملكة في صدارة المجتمعات التي تمتلك البنية التحتية للتقنية، وتستخدمها وتبدع فيها. كما يعتبر المركز خلاصة رؤية المملكة لمستقبل التعليم، وهو من آليات وزارة التعليم العالي التي تهدف بها إلى تنمية قطاع التعليم العالي وعصرنته، وقد نبعت فكرة تأسيس جهة تضطلع بهذه المهام من الخطة الوطنية للاتصالات وتقنية المعلومات التي جاءت نتاج جهد فكري وعملي كبير، قامت به نخبة متميزة من الخبراء والمختصين. وقد أكدت الخطة بوضوح أن التعليم يؤدي دورًا كبيرًا في التعايش مع العصر، ولا بد أن يكون له دور في التأهيل، لإيجاد طاقات قادرة على الاضطلاع بمسؤولياتها في ترسيخ هذا النوع من الثقافة، والإسهام في تطورها، بما يتناسب مع حاجات مجتمعنا، ووفقًا لقيمه الأصيلة. وقد بدأ المركز الوطني للتعلم الإلكتروني والتعليم عن بعد، من حيث انتهت إليه تطورات تقنيات التعلم الإلكتروني وتطبيقاتها في العالم، وانبثقت أهدافه من استقراء معمق لواقع التعلم الإلكتروني في بلادنا، وحاجاته ووسائله، ومن خلاصات رؤى مستقبلية وبعيدة المدى، كما سبق تأسيس المركز رصد التجارب الأممية الناجحة، وإجراء مقايسة لها، مع المحافظة على المنظور القيمي لمجتمعنا السعودي.