إذا كان هناك لاعب واحد سيكون له دور كبير في حسم سباق الصراع على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز لهذا الموسم، فسيكون الهولندي روبن فان بيرسي مهاجم وهداف مانشستر يونايتد المنتقل في بداية الموسم من نادي آرسنال. طوال تاريخ الدوري الإنجليزي لم يلعب النجوم أدوارا مهمة في حسم لقب الدوري الممتاز إلا في حالات قليلة أو بالأحرى نادرة، كحالة لاعبي مانشستر يونايتد الفرنسي إيريك كانتونا والإنجليزي وين روني، بالإضافة إلى الفرنسي تيري هنري لاعب آرسنال. فيما عدا ذلك فإن النجوم والموهوبين والمتميزين رغم وفرة عددهم، لم تكن لهم أدوار فردية عظيمة في حسم صراع اللقب. فان بيرسي سجل هذا الموسم عدداً كبيراً من الأهداف الحاسمة التي كانت تعادل الفوز بثلاث نقاط في المباراة. وهو ما لم يأت من فراغ، فاللاعب أضاف إلى أسلوب فريقه الهجومي مزيدا من الخلق الذي كان يتميز به من الأساس، واستطاع وبشكل فردي، أن يضاعف قدرة الفريق على مفاجأة المنافسين في الربع الأخير من الملعب سواء عن طريق تسجيله للأهداف الخارقة وغير المنتظرة والقائمة على مجهود فردي صرف، أو عن طريق مساهمته في تسجيل الأهداف بواسطة تمريراته السحرية لزملائه. بالتأكيد مانشستر يونايتد فريق قوي وعملاق وهو واحد من أفضل أربعة أو خمسة فرق في أوروبا إلى جانب برشلونة وريال مدريد وبايرن ميونخ، وبالتاكيد فإن مانشستر يونايتد يمتلك أفضل مدير فني ليس على مستوى العالم وحسب وإنما على مستوى التاريخ كله كما يرى كثير من النقاد، إذ يعتبر الرجل عبقرية فردية من حيث القدرة على الخلق وابتكار استراتيجيات اللعب وتغيير الرسوم التكتيكية.. كل ما سبق صحيح ولا يمكن التشكيك فيه، لكن الإضافة التي صنعها فان بيرسي بأهدافه التي تظل ماركة مسجلة باسمه ( عد إلى أهدافه في ساوثامبتن وويغان وفولهام ومانشستر سيتي وويست بروميتش ألبين بالإضافة إلى هدف التعادل في الدقيقة تسعين من مباراة فريقه ضد ويستهام في مسابقة كأس الاتحاد ).. ولو أمعنا النظر فقط في الأهداف التي ذكرتها دونا عن بقية الأهداف التي سجلها مع فريقه، سيتضح لنا ما هو التأثير العملي لهذا الرجل الذي يسجل من أرباع الفرص وليس من أنصافها فقط. أعتقد أن لقب الدوري الإنجليزي سيكون محسوما لمانشستر يونايتد بنسبة تتجاوز الثمانين بالمائة، وأعتقد أن فان بيرسي سيكون اللاعب الثاني بعد كانتونا، الذي سيصنع تاريخا عريضا مع النادي منذ موسمه الأول معه. [email protected]