دخلت التظاهرات والاعتصامات المناوئة لسياسات رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في الأنبار وعدد من المدن العراقية يومها الحادي عشر في ظل دعوات إلى احتجاجات جديدة في الرمادي والفلوجة وكركوك، فيما ترددت أنباء عن إضراب عدد من المعتقلين في السجون العراقية عن الطعام تضامنًا مع مطالب المحتجين. و فيما تراجع الزعيم الشيعي مقتدى الصدر أمس عن زيارة المتظاهرين في مدينة الأنبار السنية؛ لرفعهم صور الرئيس المخلوع صدام حسين، مشيرًا إلى أن الربيع العراقي آتٍ اذا ما استمرت الأمور على ما هي عليه. هدد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أمس الثلاثاء باستعمال القوة لفض الاعتصام على الطريق الدولي في الأنبار منذ 10 أيام. كما قرر إصدار عفو خاص عن مئات النساء المدانات بقضايا جنائية. وقال الشيخ خالد الملا عضو لجنة الحكماء التي تشكلت لغرض مراجعة ملفات السجينات إن «رئيس الوزراء قرر إصدار عفو خاص على جميع السجينات اللواتي أدن بتهم جنائية». ولم يوضح عدد السجينات اللواتي سيشملهن القرار، لكنه قال إن «العدد الكلي للسجينات في المعتقلات يبلغ 920 بينهن 210 مدانات بقضايا إرهاب». .ويعتصم آلاف في الرمادي وسامراء منذ عدة أيام للمطالبة بإطلاق سراح المعتقلات في السجون بعد اتهامات بتعرض بعضهن للاغتصاب، قطع على إثره متظاهرو الأنبار الطريق الدولي بين بغداد وسوريا والأردن. وقال المالكي في مقابلة مع قناة العراقية الحكومية إن «الاعتصامات التي تجري حاليًا في الأنبار مخالفة للدستور العراقي وأنا أقول عنها بصراحة إن هناك عدداً كبيرًا من البسطاء من المشاركين فيها يريدون قضايا معينة منها التعيين». وأضاف «لكن الآخرين لديهم أجندات ظهرت من خلال الأعلام والشعارات واللافتات. وأنا أقول لهؤلاء البسطاء لا تكونوا وقودًا لأحد وعليكم الانسحاب وقدموا طلباتكم إلى الدولة». ويشير المالكي إلى صور ولافتات للجيش السوري الحر ورئيس الوزراء التركي التي رفعها المتظاهرون. وأضاف «أقول لأصحاب الأجندات لا تتصوروا (أنه) صعب على الحكومة أن تتخذ إجراء ضدكم أو أن تفتح الطريق وتنهي القضية ولكن عليكم أن تعلموا أن الوقت ليس مفتوحًا وعليكم التعجل في إنهاء هذا الموضوع وأحذركم من الاستمرار لأنه مخالف للدستور العراقي». وتابع «لقد صبرنا عليكم كثيراً لكن لا تتوقعوا أن المسألة مفتوحة ولا تتوقعوا التمرد على الدولة». وانطلقت تظاهرات واعتصامات في مدينة الرمادي كبرى مدن الأنبار منذ الأحد الماضي، مطالبةً باطلاق سراح آلاف المعتقلين وخصوصًا من السنة والإفراج عن نساء في السجون.