وقال النعيمة: «نعم كانت الظروف ملحة لإقامة بطولة في تلك الفترة التاريخية، لكن الوضع الآن اختلف عن سابقه .. الآن يجب أن نعمل على إلغائها أو تطويرها بضرورة أن تتوسع لتشمل كل المنتخبات العربية. هذا ما يجب علينا أن نفعله». وأضاف: «حينما تحتك منتخبات الخليج الحالية بمنتخبات عرب أفريقيا ستكون الفائدة أكبر، فمواجهة منتخبات مثل مصر وتونس والجزائر والمغرب فيه فائدة كبرى على الصعيد الفني. ستكون تجارب ثرية مع هذه المنتخبات أما حصر البطولة على المستوى الخليجي لم يعد مهما بالنسبة لي». وتابع النعيمة: «لن تكون هذه البطولة ذات فائدة أبدا ولتأكيد ما أقوله وما أراه أنظروا لمنتخبات الخليج الآن .. لا شيء في مكانها تراوح، لم تتقدم ولم تتغير لأنها لا تحتك مع منتخبات أقوى منها!». وأشار النعيمة إلى أن «الرياضة هي طموح مستقبلي، والماضي بات ماضيا ويجب ألا تتوقف عنده المنتخبات الخليجية وعليها أن تعمل لمصلحة الأجيال القادمة من حيث تقديم شيء حقيقي لمتابعيها ومشجعيها وهذا لن يكون ببطولة محصورة في منطقة محددة استنفدت حاجتها وحققت أهدافها المرجوة». وتابع قائلا: «أضم صوتي لكل من يطالب بإيقاف كأس الخليج وتحويلها لبطولة عربية تلفت الأنظار بقوتها وإثارتها الحقيقية لا الإعلامية فقط» واعترف قائد المنتخب السعودي لكرة القدم الملقب ب»القيصر» بأن منتخب بلاده لم يفز في بطولات كأس الخليج في الفترة ما بين 1974 وحتى عام 1990 لأنه لم يكن الأفضل بين غيره من المنتخبات المنافسة مبينا أن منتخبي العراق والكويت كانا الأفضل منه والأكثر قدرة على فرض نفسيهما على الميدان وكانا يملكان النجوم والإمكانات الفنية والمعنوية لتحقيق ما يريدون، واستطرد قائلا : «تلك الفترة في ظني كانت فترة تجهيز وتهيئة لمنتخبات ما بعد عام 1990 إذ كنا نغذيهم بالروح وبالحماس وأيضا بالبطولات الكبرى حيث كنا نفوز بكأس آسيا في تلك الفترة لكننا ندخل بطولات كأس الخليج دون تدريبات جادة كما حدث في كأس الخليج عام 1988 التي استضافتها الرياض عندما كنا نتدرب في صالات الحديد وحسب». وأضاف: «لم يكن المدير الفني الأوروجوياني أومير بوراس يهتم بإجراء مناورات كروية في الملعب .. كان كل التركيز على التدريبات البدنية وبالتالي ظهرنا تائهين في البطولة رغم أن المسؤولين كانوا يقولون في تصريحاتهم إننا مرشحون بقوة للفوز بكأس الخليج التاسعة والحقيقة للأسف أننا لم نكن مهيئين لذلك». ورأى صالح النعيمة الذي اضطر للاعتزال عام 1990 بسبب الإصابة أن تصريحات مسؤولي الكرة الخليجية أمثال الشيخ الكويتي الراحل فهد الأحمد الصباح تسببت في التأثير على نتائج المنتخب السعودي على اعتبار أن البطولة لها أبعاد إعلامية ومعنوية واسعة في تلك المنطقة ولا تزال. وأضاف: «كان المسؤولون في الخليج يرشحون منتخبنا للفوز بالبطولة. لم يكن هذا الترشح من باب المزاح ولكنه واقع ومنح قيمة للمنتخب السعودي ومحاولات أيضا لتخديره ونجحوا كثيرا في ذلك». وكشف النعيمة عن أن المنتخب الكويتي «استفاد كثيرا من أخطاء التحكيم» إضافة إلى قدرة المسؤولين عن هذا المنتخب في استمالة الحكام إليهم بتصريحاتهم النارية كما أن المنتخب السعودي تضرر أيضا من سوء مستوى الحكام في بعض البطولات الخليجية. وقال النعيمة: «كان الشيخ فهد الأحمد الصباح نافذا على صعيد الاتحاد الآسيوي باعتباره رئيسا للمجلس الأولمبي الآسيوي .. كانت لجان التحكيم في بطولات الخليج تهابه وتخشى تصريحاته وأعتقد أنه نجح كثيرا في الاستفادة من هذا الخوف لمصلحة منتخب بلاده». وأضاف: «كنا نسمع الكثير مما يدار داخل الكواليس .. بالنسبة لي كنت أصدق ما يجري بنسبة 100%، ورفض النعيمة اختيار لاعب بعينه ليكون نجم بطولات كأس الخليج الممتدة منذ عام 1970 وحتى الآن، مشددا على أن العديد من اللاعبين الكبار كان لهم صولات وجولات في ميدان الكرة الخليجية ويصعب اختيار لاعب ما وتجاهل آخر. وقال: «مستحيل أن أخص بالنجومية مثلا الكويتي جاسم يعقوب أو فيصل الدخيل وأتناسى مثلا حارس المرمى أحمد الطرابلسي الذي كان منتخبا بحد ذاته. لست من أنصار النجم الأوحد فأنا مع النجوم، مع الكرة الجماعية لا الفردية.لا أؤمن بالأساطير في كرة القدم، إنها أمور وجدت لأجل التنفيس الإعلامي فقط». واستغرب النعيمة من خوض المنتخب السعودي منافسات كأس الخليج العربي ال21 دون أن يلعب أي مباراة ودية استعدادية للبطولة، مؤكدا أن ما يجري أمر غريب وكأنه لا يريد البطولة. وقال: «عجيب أمر الهولندي فرانك ريكارد! لماذا لم يجرب تشكيلته قبل بدء المباريات إن التجارب مفيدة قبل المنافسة الرسمية لكنه لم يفعل وأخشى على فريقنا الوطني جراء ما يفعله!». وأوضح أن بطل كأس الخليج في الغالب ما يخلق من رحم البطولة لا من خارجها وذلك على اعتبار أنه لا يفوز المرشح باللقب وإنما المنافسات هي من تقدم البطل. وقال: «لا أعتقد أن هناك أفضلية لأحد وإن كنت أرى نسبيا استعدادا أقوى لمنتخبي العراق والإمارات وخاصة الأخير الذي صنع فريقا قويا في السنوات الأخيرة من خلال الاستراتيجية التي يسير عليها اتحاد الكرة في الإمارات من حيث الاهتمام بقطاعات الناشئين والشباب». وعن رأيه في المنتخب السعودي قال: «لست راضيا تماما عن فريقنا الوطني وكيف تريدونني أن أحكم على منتخب دون أن يخوض مباريات ودية؟ وكيف أقيم مدربا لم نرَ مخرجاته الفنية بعد على أرض الواقع؟ في ظني أن ريكارد جاء من أجل المال لا من أجل التدريب .. هاتوا لي لاعبا برز في عهد هذا المدرب .. لا أحد مع الأسف!».