أسدل الستار مع إطلالة عام 2013م عن المرحلة الأولى للخطة الخمسية الإستراتيجية للموهبة والإبداع ودعم الابتكار التي تبنتها مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله لرعاية الموهبة والإبداع، فور إطلاق خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، رئيس المؤسسة لها عام 1429ه، لتسير على ثلاث مراحل خمسية تنتهي بحلول عام 2022م، بغرض دعم التحول إلى مجتمع المعرفة، وتعزيز النظام الوطني للابتكار. وتم إعداد هذه الإستراتيجية، استرشادًا بدراسة تجارب 20 دولة و90 جهة دولية، وزيارة ست دول منها و20 جهة، إضافة إلى تنظيم العديد من الورش واللقاءات، اختتمت خلالها المرحلة الأولى اليوم الموافق 1/1/ 2013م لتستهل اعتبارًا من هذا اليوم المرحلة الثانية التي تنتهي عام 2018م، فالمرحلة الثالثة والأخيرة المقرّر انتهاؤها بعون الله عام 2022م، تسير وفق رؤية بعيدة المدى تهدف إلى أن تصبح المملكة مجتمعًا مبدعًا من القيادات والكوادر الشابة الموهوبة والمبتكرة ذات التعليم والتدريب المتميز. وشرعت المؤسسة في تنفيذ خطتها الخمسية الأولى بالتعاون مع شركاء دوليين ومحليين من الجامعات السعودية ومراكز البحوث المتميزة، متضمنة ست مبادرات رئيسة هي: مبادرة الشراكة مع المدارس، ومبادرة البرامج الاثرائية، ومبادرة القيادات الشابة، ومبادرة بيئة العمل المبدعة، ومبادرة التوعية ورفع الوعي، ومبادرة اختيار الطلاب، وروعي في هذه المبادرات تغطية مختلف المراحل العمرية للموهوبين والمبدعين بدءًا من المرحلة الابتدائية حتى مرحلة ما بعد الجامعة. وتعد هذه الاستراتيجية ثمرة إنجازات مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع التي حققتها منذ إنشائها عام 1419ه على الصعيدين المحلي والخارجي، حيث قدمت المؤسسة نماذج علمية مختلفة من أبناء وبنات الوطن فاخرت بهم البلاد في المحافل الدولية، ولكي يستفيد قارئ اليوم ومتطلع المستقبل من تجارب هذه الثروة البشرية الوطنية، رصدت المؤسسة في تقريرها السنوي لعام 1432ه هذ الإنجازات بالإضافة إلى المحطات المهمة التي مرت بها في مسيرة الموهبة والإبداع، مبرزة أدق التفاصيل التي حولت أفكار الموهوبين إلى حقيقة إبداعية ملموسة. ويوضح صاحب السمو الأمير فيصل بن عبدالله بن محمد وزير التربية والتعليم نائب رئيس مؤسسة موهبة، أن هذا التقرير يحمل في طياته علامات بارزة على جهد ووقت وساعات عمل متواصلة لفرق متعددة قدمت انجازات كثيرة للمؤسسة من أجل تحقيق رؤية خادم الحرمين الشريفين في التحول لمجتمع المعرفة، والإسهام في تعزيز مكانة المملكة على خارطة الإبداع العلمي الدولي، وتعزيز رصيدها من رأس المال البشري المؤهل والقادر على القيادة، فضلا عن إضافة قيمة استثمارية جديدة للاقتصاد الوطني. أما الأمين العام للمؤسسة الدكتور خالد بن عبدالله السبتي، فقد أفاد أن هذا التقرير يؤكد توجه مؤسسة موهبة إلى دعم التوجه الوطني ومسيرته ليتقدم إلى صفوف العالم الأول عبر العمل مع مختلف المؤسسات الوطنية في إنتاج وصناعة المعرفة، ودعم مسارات البحث والتطوير وزيادة عدد براءات الاختراع في المملكة، من منطلق أن الاقتصاد الحديث هو الاقتصاد المبني على المعرفة. وكشف التقرير عن تطلعات مؤسسة موهبة نحو آفاق علمية رحبة، من خلال إيجاد مبادرات ومشروعات مبتكرة، وتطوير العمل بالمبادرات الهادفة، مثلما تم في مبادرة الشراكة مع المدارس التي هدفت إلى تهيئة بيئة تعليمية ذات جودة عالمية للطلبة الموهوبين والمبدعين، إضافة إلى العديد من البرامج والمناهج والأنشطة الإثرائية المتقدمة، ليبلغ عدد المدارس المشاركة في هذه المبادرة عام 1432ه فقط (43 مدرسة) قدمت لها منح دراسية ل 1149 طالبًا وطالبة من فئة الموهوبين، على أن يتم تطويرها إلى 60 مدرسة، ونحو 2000 منحة دراسية. ومن أجل تطوير مهارات المستفيدين من هذه المبادرة، أطلقت المؤسسة مشروع «ارتقي بمهاراتي» لتكون الخيار الأول للجهات الباحثة عن طلاب تتوافر فيهم سمات الموهبة والإبداع، كما استقطب برنامج الأولمبياد الوطني للإبداع العلمي «إبداع» الذي تنظمه مؤسسة موهبة بالشراكة مع وزارة التربية والتعليم، 11548 طالبًا وطالبة، وارتفع معها عدد المعارض إلى 120 معرضًا. وللاستفادة من الخبرات الدولية، سعت مؤسسة «موهبة» إلى تطوير برامجها الصيفية المحلية من خلال الاستفادة من مركز الشباب الموهوب بجامعة «جونز هوبكنز الأمريكية» وخبرته الطويلة المتخصصة في البرامج الصيفية، وسجل عدد المشاركين في برامج موهبة الصيفية بالمملكة 1655 طالبًا وطالبة، شاركوا في 33 برنامجًا متنوعًا في 20 جهة محلية رائدة. وأبرز تقرير مؤسسة موهبة «مبادرة القيادات الشابة» التي خصّصت لطلاب وطالبات المرحلة الجامعية، أعدت من خلالها المؤسسة برنامجا للتدريب على القيادة، لمدة تتراوح ما بين العام ونصف العام إلى العامين، بغية تنمية الوعي لدى الطلاب والطالبات بمحورية مفهوم إعداد النفس وتهيئتها وفهم الآخرين، من أجل الوصول إلى تكوين شباب لديه المواهب الأساسية لقيادة الذات، ثم قيادة الفريق، فقيادة التغيير. وعلى صعيد الانجازات الدولية، حصد الموهوبون السعوديون المركزين الأول والرابع في معرض انتل آيسيف للعلوم والهندسة الذي أقيم في مدينة لوس أنجلوس الأمريكية بولاية كاليفورنيا عام 2011، لتظفر موهبة ووزارة التربية والتعليم بفوزها الخامس على التوالي في مسابقة انتل، كما حاز المخترعون السعوديون على 36 ميدالية في ثلاثة معارض دولية شاركوا فيها خلال عام 1432ه، إلى جانب حصولهم على ميداليات مختلفة في مسابقات أولمبياد الرياضيات، والفيزياء، والكيمياء، في: قطر، وهولندا، ورومانيا، وتركيا، وبريطانيا.