كثيرا ما نقرأ عبر صفحات جرائدنا المحلية من عنف اسري ومواقف وحشية ضد الاباء والابناء صغارا وكبارا وهذا ان دل على شيء فإنما يدل على غياب الرحمة والانسانية وحسن التعامل مع نعم الله التي لا تقدر بثمن وقد نشرت هذه الجريدة الغراء قبل ايام صورا بائسة حزينة عن بعض كبار السن من الاباء اتخذوا من الجسور بيوتا ومن التراب وسادة والارض فراشا والسماء لحافا انكرهم اهلوهم وابناؤهم ناسين او متناسين دورهم الايجابي ابان شبابهم غذاء وتربية ومسكنا وتعليما حبا وشفقة وحنانا وعندما اقعدهم عامل السن والشيخوخة رشقوهم بحجارة ورموهم بوابل السخرية والملل والتأفف ناسين فضلهم بعد الله فأخذتهم العزة والصحة من أن يفخروا بهم ويعتزوا بخدمتهم وأنهم الى ما وصلوا اليه سوف يتجرعونه ان شاء الله . استيقظوا ايها الغافلون والعاقون فالجزاء من جنس العمل ارحموا من في الارض يرحمكم من في السماء اتقوا الله في اولادكم وابائكم وامهاتكم وقد كثر في هذه الايام تعذيب الاطفال وطرد الاباء لغياب الوازع الديني والخلقي حتى وأدوا فلذات اكبادنا ومهج قلوبنا وبراءة صغارنا . إن هذا العنف وقد اصبح ظاهرة عذاب للنفس والنفيس وتمزيق للآسرة بل انه فقدان للذة الحياة . حاسبوا انفسكم قبل ان تحاسبوا تمتعوا بما حباكم الله تعالى به من نعم لا تحصى ومن بنين هم زهرة الحياة الدنيا حكموا العقل والضمير والانسانية واستعينوا بالله ان يجنبكم الغضب والاغلاق ناشدوه سبحانه ان يثبتكم بالقول الثابت دنيا وآخرة اقطعوا دابر هذه الظاهرة فالمؤمن من يملك نفسه عند الغضب اطرقوا ابواب الجنة بخدمة ابائكم تمتعوا بالنظر اليهم والاستئناس بأحاديثهم .. والله المستعان . حمود وسمي المطيري- المدينة المنورة