لئن كانت النظرة التشاؤمية، والتراجيديا الباكية، ظلت هي السمة الغالبة على كثير من الأعمال الدرامية الخليجية التي قدمت في الفترة السابقة؛ فإن مسلسل «وتستمر الأيام» يأتي حاملاً في طياته جديدًا على الساحة الدرامية الخليجية، من حيث الموضوع والمعالجة، فقصة هذا المسلسل كتبها الطبيب النفسي الدكتور بشير صالح الرشيدي، وصاغت الحوار والسيناريو الكاتبة هديل مرجان، ويتولى إخراجه المخرج البيلي أحمد، فيما يشارك في تجسيد أدواره نخبة كبيرة من ألمع نجوم الدراما الخليجية ومنهم هدى الخطيب، وحسين المنصور، وعبدالعزيز الحداد، وعبدالإمام عبدالله، ومرام، وعبير أحمد، وشيماء علي، ومشاري البلام، وهدى صلاح، بالإضافة إلى وجوه شبابية جديدة من الشباب، بجانب وجود الفنان أحمد الصالح ضيف شرف على المسلسل.. خطوط درامية متشابكة قصة هذا المسلسل والموضوع الجديد الذي يتطرق إليه كشفت عنها صائغة حواره والسيناريو «هديل» بقولها: مسلسل «وتستمر الأيام» دراما إنسانية تبعث الأمل في نفوس الناس بعيدًا عن الحزن والبكاء الذي اعتاد عليه الجمهور في الدراما الخليجية، فعلى الرغم من احتواء العمل على قضايا ستمس حتمًا مشاعر المشاهدين وقد تبكيهم أحيانًا إلا أنها تطغى عليها النظرة التفاؤلية؛ حيث يحمل رسالة هامة هي أهمية استمرار الأيام مهما مررنا خلالها من محن وصعوبات في حياتها إنما يجب أن نقاومها كي تستمر الأيام. وتضيف هديل: العمل يشهد صراعات متلاحقة على مستوى الأحداث، فهو لا يتطرق لخط واحد إنما لعدة أمور وقضايا تدور جميعها في فلك واحد ضمن إطار إنساني، عن مرض السرطان الذي يدعى في الخليج «المرض الشين» المنتشر وبقوة وموجود في كل أسرة عربية فهو أصبح مرض العصر. سأطرح من خلاله كيفية مقاومة هذا المرض وعلاجه، وكيف أن الحالة النفسية تؤثر على مرحلة العلاج والشفاء منه تمامًا، من خلال شخصية سفير يفترسه مرض السرطان ويحاول جاهدًا التغلب عليه فهل يستطيع أن يحقق هذا هل ستعامل معه بدبلوماسية السفير ؟!. بالإضافة إلى تسليط الضوء على العلاقات الأسرية علاقة الأخ وإخوانه، الأب وأبنائه والزوج والزوجة، وكذلك هناك خط اقتصادي أسلط عبره الضوء على المضاربة في البورصة فالمسلسل يحمل أكثر من خط درامي مشوق يدور في ثلاث مراحل ونهاية كل مرحلة منهم بداية لما بعدها وهكذا من دون أن يشعر المتفرج لأنه سيقدم له بأسلوب سلس مريح للعين بالطبع سيساعد على إيصالها المخرج المتمكن من أدواته والمبدع البيلي أحمد. وفيما يخص اختيار الفنانين قالت المرجان: الحقيقة لست وحدي من رشحت الفنانين ولكن تشاورت والمنتج عبدالعزيز المسلم والمخرج البيلي أحمد في عدة جلسات طويلة حول هذا الموضوع حتى وقع اختيارنا في النهاية على هذه الكوكبة الجميلة التي صنعت توليفة خاصة للعمل فالمسلسل سيشهد مباراة تمثيلية عالية المستوى والفضل يرجع فيها لكل من الجهة المنتجة وعلى رأسها الفنان عبدالعزيز المسلم الذي لم يبخل على العمل بأي شيء، والمخرج البيلي أحمد الذي سيبهر المشاهدين بهذا العمل. مثنية على أداء الفنان عبدالعزيز الحداد الذي سيجسد دور السفير في هذا العمل. وكذلك معبره عن سعادتها لتعاونها ومجموعة السلام الإعلامية. من الكويت إلى أمريكا أما المخرج البيلي أحمد فيتحدث عن العمل بقوله: دعوني أؤكد على سعادتي في بداية حديثي عن تعاوني ومجموعة السلام الإعلامية التي تسند لي دومًا الأعمال المهمة الجميلة التي تتطرق للقضايا الإنسانية التي تجذبني جدًا على المستوى الفني، لأننا في حاجة ماسه لمثل هذه الأعمال وسط زحمة المسلسلات الخليجية التي تتطرق لمواضيع قد تكون أغلبها بعيدة عن واقعنا الحقيقي، إنما هذا العمل تحديدًا فمستقى من الواقع ومأخوذ عن قصص حقيقية كانت حبيسة أدراج الطب النفسي فمن خلال هذا العمل سنتوغل في دهاليز الطب النفسي وخصوصًا المرتبطة بمرض السرطان الذي أصبح يرهب كل بيت عربي. فالعمل مميز بقصته التي كتبتها بحرفية عالية الكاتبة الشابة هديل المرجان، فهي قدمت لنا سيناريو سلسلاً يسهل التعامل معه، ناهيك عن الكوكبة الجميلة التي نتعاون معها عبر هذا العمل بالإضافة إلى المجهود المبذول من الجهة المنتجة وهي مجموعة السلام الإعلامي لتوفير كافة المتطلبات، أما الناحية الإخراجية فستكون جديدة ومختلفة ستقدم صورة حلوة للكويت وستشهد طفرة في عالم الإخراج لكون العمل سيصور في عدة لوكيشانات وسنخرج به من الكويت إلى أميركا وحتى المشاهد التي صورناها في الكويت ستكون مختلفة ومتفرقة في أكثر من مكان لن تكون القصة حبيسة حوائط القصور الفارهة فقط إنما ستنزل إلى الشارع لتكون أكثر واقعية. شخصيات وأدوار ويتابع البيلي حديثه كاشفًا عن شخصيات المسلسل وما تقوم به من أدوار بقوله: في هذا المسلسل يقوم الفنان عبدالعزيز الحداد بدور سفير يصاب بمرض السرطان تتخلى عنه زوجته، ويسافر إلى أميركا لتلقي العلاج وهناك تدور أحداث سريعة وتحولات درامية فيها الكثير من المفاجآت. أما الفنانة هدى الخطيب فستجسد شخصية الزوجة في البداية ثم المطلقة مع مرور الأحداث، وهي امرأة نرجسية أنانية لا تهتم إلا بشؤونها الخاصة، امرأة متمرده مستقلة بذاتها، تعيش حياتها بالشكل التي تريده لا الآخرين. لديها ولد وحيد تربيه على الدلع وتترك زوجها في محنته ومعاناته الخاصة. وتجسد الفنانة عبير أحمد دور محامية، لكن هذه المرة ضمن سياق درامي مختلف عما قدمته في السابق، لديها معاناة مع زوجها فهو زير نساء يعشق السفر. وتجسد مرام شخصية «وداد» زوجة، محبة لأسرتها، وزوجها، تكافح لأجلهم، وتكرس حياتها لهم، وتساعدهم في كل الأمور، فتقف إلى جوار والدتها المريضة، ثم زوجها، ثم تقع في عدة مواقف درامية إنسانية. ويقوم الفنان حسين المنصور بدور جديد ومختلف حيث أن شخصيته مزيج بين الرومانسية والخبث واللعب، فهو ثعلب بشري، يعشق النساء ويعتاد خيانة زوجته. أما الفنانة شيماء علي فستجسد دور امرأة تعاني مشكلات في الإنجاب، تجهد كلما حملت وتواجه الكثير من المشكلات مع زوجها، بالإضافة إلى أنها لظروف خاصة تجد حالها مسئوله عن تربية بنات أختها التي تقوم بدورها الفنانة مرام. ويقوم الفنان مشاري البلام بدور سالم رجل يمر بمعاناة إنسانية يحرم طيلة حياته من الإنجاب بالرغم من عشقه وتعلقه بالأطفال لكنه يقرر البقاء إلى جانب زوجته ومؤزراتها في محنتها، تربطه علاقة نسب مع بطل العمل عبدالعزيز الحداد الذي يعاني هو الآخر من مرض السرطان وتتصارع بينهما الأحداث. وأخيرًا تقوم الفنانة الشابة هدى صلاح بدور نورا وهي أم لأول مرة في الدراما الخليجية تمر بصراعات عديدة بين أهلها وزوجها وأسرتها وحبيبها السابق..