تربطني علاقة غير جيدة بعلامات الترقيم أشعر إنها تقيّدني فيخطر في بالي أحيانا أن أضع علامة تعجب أمام اسم أحدهم أو حتى صورته و هذا في قواعد اللغة ممنوع و يحدث أن لا أرغب في وضع إشارة استفهام لأن ما أقوله هو جواب لكن متنكرا في صيغة سؤال و تنتابني رغبة شديدة في ذكر أشياء و أسماء مترابطة لا تحتمل فواصل بينها كما يطيب لي أن افتح أقواساً بغير أن أغلقها أو أغلقها قبل أن أرسمها و يحدث كثيراً أن أضع نقطة في نهاية المقال و ما زال لدي الكثير لأقوله *** من رسالة مقاتل سوري إلى زوجته زوجتي الحبيبة إني أعترف لكِ ..في أرض المعركة ثمة بندقية أخذت مكانك على صدري وأظنك لن تمانعي تلك الخيانة فهي مشروعة عندما يكون الوطن ذبيحاَ أكتب لك هذه الرسالة و أنا غير متأكد إن كانت ستصلك قبل جثتي فرصاصةٌ واحدة من أحدهم كفيلة بأن تخترق صدري وتخترق الرسالة فأنا و بكل بساطة أضعها جهة القلب و عندها لا أضمن لك ولوطني أن تحدث ثقبا فيها بين كلمتي أحبك و وطني ..وسأكون سعيدا لأنها المرة الأولى التي لم أستعمل فيها علامات الترقيم صوت رصاصة...ثم ثقب في الرساله الجملة الأخيرة من كاتبتكم و لم ترد في الرسالة *** عندما أكتب شيئاً عن الحب أو عن تسجيل الانتصارات أو الخذلان أو حتى عن أحلام النوم أو اليقظة و أختمه باسم البتول الهاشمية فبالله عليك أيها القارئ لا تنسَ أن تضع الفواصل حتى لا ترهقني بعلامات إسقاط الاستفهام و التعجب *** و ختاماً لقد انتهى النص كاملا و أعتقد إنه كان واضحاً لا لبس فيه و لا غموض بإني لم أستعمل فيه ولا واحدة من علامات الترقيم أنت الآن تراجع النص لتتأكد بنفسك مرة واحدة صدقني أيها القارئ والمرة الثانية ..أتحدّاك *** خارج السرب : كثيراً ما نقع في الحب دون أن ندري أننا نقع في مكر الحب فنحن لا نشتاقهم بل نشتاق لأنفسنا فيهم *** قالوا....و قلنا الحياة تصبح رائعة لو يتركنا الناس في شأننا شارل شابلن ..من دون الناس لن يكون لنا شأن _______ حجاً مبروراً ..وعيداً مبروكاً [email protected]