كانت سوريا قبل الثورة حكاية خوف كبير لدرجة أنني لم أتوقع قط ان تقوم الثورة في سوريا الدولة التي كانت تدار بقبضة حديدية وبطرق بوليسية منفرة لدرجة ان لا أحد يجرؤ ان يذكر اسم بشار في أي مكان حتى ولو كان في ملهى وجاء اسمه بالصدفة ..ترى الكل ينسحب من حولك تاركين خلفهم رجع الصدى لكلمات باللهجة المحلية ( ماتجيب اسمهههههه ) وحين جاء الربيع العربي كان يتوقع العالم كله عكس ماحدث في سوريا حيث النظام القمعي كان حريصاً على نشر الخوف وتعميم الرعب بعدالة على كل سوريا وسبحان الله دارت الأيام وانتفض السوريون انتفاضة سلمية كنتيجة حتمية للظلم والقهر والسلب والنهب والتسلط وهي محاولة جريئة للتحرر من نظام سادي وهم ما يزالون حتى اللحظة يدفعون ثمن الحرية وفي هذا آية لكل الطغاة النائمين في العسل لكن وعلى حد قول زميلي الفاضل محمد الرطيان ان فرعون حين شاهد البحر ينشق لنجاة موسى لم يفكر قط أن من شق البحر سوف يغرقه فيه وأعتقد أن كل الطغاة لا يختلفون عن فرعون وما بشار إلا فرعون جديد وآية جديدة يفترض ان تحمل عبرة لكل طغاة العالم الذين ما يزالون يمارسون ظلمهم وقهرهم وسباتهم وانفصالهم التام عن واقع الحياة الحقيقية لشعوبهم المقهورة والمنهوبة والمحرومة من الاستفادة من ثروات أوطانها وما اظن ان أمنيتي سوف تصل لأحد منهم لأنهم يعيشون في عالمهم الافتراضي ، عالم اللاشعور ، وهي حقيقة كل الطغاة ....،، اتذكر بعضا من قصيدة للشاعر العظيم امل دنقل ( لا تحلموا بعالم سعيد ان مات يوم قيصر فسوف يأتي قيصر جديد ) وهي قضية ان تكون الحياة هكذا مؤذية للإنسان الذي بدونه تتلاشى كل الأشياء لكن من يقنع مَن ؟ طالما ان فرعون ركض مسرعا خلف النبي الذي لم يجد أمامه سوى النهر ليغرق فرعون ويكون آية لكل الطغاة ، وهي آية لم يلتفت لها أي منهم وكلنا يرى مايجري آخرها تلك الصورة التي نقلتها قناة العربية لسيف الإسلام ذلك الأسد الذي كان ذات يوم, ليتحول بعد الثورة الى كائن مختلف وهي صورة يفترض ان يضعها امامهم كل طغاة العالم لكي لا يكون الطغي والظلم والأذى سيرة لا تنتهي أبدا ....،،،، (خاتمة الهمزة) ..لمسعد الحبيشي ،مسعد الإبداع هذه بعض مفرداتي التي تليق بحبه وبإحساسه الفاره ومشاعره النبيلة وصدقه ووضوحه الذي يدفعه للبوح أمام كل ( أحد )عن ظروفه السيئة في زمن يخجل فيه الكثير عن قول الحقيقة ولأن لهذا الرجل البسيط في ذهني حكاية تشبه ما كتبه ( اراغون )عن عيون (إلزا) ,فيالجمال مسعد في زمننا هذا القبيح .. نلتقي على خير وهي خاتمتي ودمتم [email protected]