الأحد الماضي الموافق السابع من ذي القعدة 1433ه الموافق للثالث والعشرين من شهر سبتمبر 2012م، صادف الذكرى الثانية والثمانين ليومنا الوطني، ففي مثل هذا اليوم من عام 1351ه تم توحيد المملكة على يد المغفور له -بإذن الله- الملك عبدالعزيز رحمه الله ، ومع هذه الإطلالة السعيدة على قلب كل مواطن ومقيم يحتاج الفرد أن يقف مع نفسه بعض الوقفات، فالوقفة الأولى: الشكر لله على نعمه العظيمة على هذه البلاد، فهي آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدًا من كل مكان، فبشكر هذه النعم تدوم إن شاء الله، أليس الله قد وعد الشاكرين بالزيادة فقال: (لئن شكرتم لأزيدنكم).. الوقفة الثانية: مع سيرة المؤسس -رحمه الله- ففي ذكرها عطر للمجالس وإسعاد للنفوس، فسيرته لا تمل، كما أن في الوقوف معها بيان لجهاده -رحمه الله- فقد جاهد في الله حق جهاده وبذل خلال اثنين وثلاثين عامًا جهدًا مازلنا ننعم بثمرته. ألم نكن أشتاتًا من قبله فجمع الله على يديه الفرقة؟ ألم نكن متحاربين فأصبحنا بفكره الثاقب النير إخوانا متآلفين؟ فقد زينه الله بالإيمان والعزيمة والصدق والشجاعة والحزم والكرم، لم يكن همّه الدنيا بل كان جل همّه وفكره كيف يعود الناس إلى سنة نبيهم محمد صلى الله عليه وسلم؟! فعلم الله صدق سريرته وسمو هدفه فحقق له ما يريد. ثم سار من بعده أبناؤه فكانوا نعم الملوك ونعم القادة، واصلوا العطاء والتضحية من أجل هذا الوطن حتى أصبحت بلادنا محط أنظار العالم، إليها تهوى أفئدة المسلمين، ومنها يستمد العالم قوته، وفي قضاياه ومشكلاته يؤول إليها. أما الوقفة الثالثة: فهي التعبير عن الاحتفال باليوم الوطني يكون باستشعار الفرد المسؤولية واتباع الأنظمة فلا فوضى ولا تعدٍ على الغير، فالفرحة من حق الجميع، فلا تجعل فرحتك تدخل الحزن على الغير. والوقفه الرابعة والأخيرة: تجديد البيعة والولاء لقيادتنا الرشيدة بهذه المناسبة السعيدة، والدعاء أن يحفظ الله خادم الحرمين الشريفين (الملك عبدالله بن عبدالعزيز) ويسدد خطاه ويجزيه خير الجزاء على ما يقدم لهذا الوطن الغالي وللإسلام من منجزات وعطاءات لا حدود لها، وأن يحفظ ولي عهده الأمين الأمير سلمان بن عبدالعزيز وكل أفراد الأسرة المالكة والشعب السعودي من كل مكروه. وفي الختام أقول: ذكرى وطنية سعيدة على مملكتنا الحبيبة. محمد حمدي السناني - المدينة المنورة