إن من أسباب دوام النعمة وزيادتها الشكر عليها، قال تعالى: (لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ)، وإن ما نعيشه في بلادنا المباركة من الأمن والأمان والاستقرار والرخاء، لنعمةٌ عظيمةٌ مَنَّ الله بها علينا، فيجب علينا أن نشكرها ونحافظ عليها. وشكر هذه النعم العظيمة يكون باستعمالها والاستعانة بها على طاعة الله عز وجل، والتزود من الأعمال الصالحة، ونشر الخير بين الناس، والتعاون على البر والتقوى، وإقامة شرع الله وتطبيق أحكامه، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والبعد عن الشر، وعن الرذائل والفواحش والمنكرات، والحرص على توطيد العلاقات بين أفراد المجتمع، وتقوية وشائج المحبة والمودة، وإشاعة خلق الرفق واللين والشفقة والعطف فيما بينهم. وأن يَمُدَّ القادرون والأغنياء والأثرياء في المجتمع يَدَ العون والمساعدة لإخوانهم المحتاجين والمعوزين، لسدّ خلتهم، ودفع حاجتهم، ورفع معاناتهم. ومن نعم الله علينا كذلك هذا التلاحم والتقارب بين القيادة وبين الشعب والرعية، فمنذ أن وحّد الملك عبد العزيز شتات هذه البلاد، وجمع مختلف قبائلها على مائدة الأخوة الإسلامية، ووحّدهم في محيط وطن واحد يتمتع الجميع بخيراته، فمنذ ذلك الحين وإلى يومنا هذا وأبناء هذه البلاد يعيشون فيما بينهم على أساس تلك الأخوة الإسلامية، يبذلون تعاونهم مع القيادة الرشيدة لبناء هذا الوطن، والمحافظة على مكتسباته، وأمنه واستقراره، حريصين على جمع الكلمة ووحدة الصف، مع تمسكهم بثوابت دينهم، وأحكام شريعة ربهم، والتميز بالشخصية الإسلامية المتزنة. فنسأل الله تعالى أن يديم على بلادنا نعمة الأمن والاستقرار.كما نسأله سبحانه أن يوفق حكومتنا الرشيدة وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين لكل خير. *سماحة المفتي العام