خلال الأشهر القريبة الماضية اصّطَادت الهيئة الوطنية لمكافحة الفسَاد (نَزَاهَة) صوراً من الفَسَاد في مستشفيات ومراكز صحية في عدة مناطق، أعقب ذلك تبادل بيانات وتصاريح بينها وبين (وزارة الصحة). وآخرها الخطاب الموَجّه إلى (الصحة) من (نَزاهة) قبل أيام وفيه أن وَضْعَ المنشآت الصحية والخدمات المقدمة فيها غير لائق بمستوى المملكة !! وهنا أرادت (الصّحّة) أن تقوم بخطوة استباقية لهيئة مكافحة الفساد، فَنَشَرَتْ في كُلّ الصحف المحلية إعلاناً لافِتَاً مَدْفُوع الثمن تؤكد من خلاله على محاربة الفَسَاد، وتضع أرقاماً لِبَلاغَات المواطنين!! لكن الواقع يقول للصحة العزيزة: إن ذلك الإعلان قد يكون هَدْرَاً للأموال لأمرين !! أولها: أن مظاهر القصور في مستشفيات الصحة ومراكزها ظَاهِرة بَيّنة ترَدّدها أصوات مرضى يتألمون ويستغيثون صباح مساء من الأخطاء الطبية، وسوء الخدمات، وتَكَدّس العيادات، وطول طوابير الانتظار عند العمليات. أيضاً مجرد زيارة ميدانية عابرة لأصغر مسئول تضعه أمام تلك الحقائق الواضحة. أما الأمر الثاني الذي يؤكد على اتهام ذلك الإعلان , فما نشرته صحيفة عكاظ يوم السبت الماضي من توجيه (الصّحّة) إنذاراً لإداري وفني مختبر في (تبوك) لقيامه بإبلاغ هيئة مكافحة الفساد عن صَيْدَلَانِيَتَين تُمَارِسَان المهنة في أحد المستشفيات الخاصة دون حصولهما على التصاريح النظامية لهذه المهنة. فَيَا وزارة الصحة كيف تزعمون محاربة الفسَاد؛ بينما من يُبَلَّغ عنه من منسوبيكم يُنذر ويُعَاقَب؟! ثمّ ما مصير ذلك المُبَلِّغ إذا كان من المواطنين المساكين؟! ويبقى لهيئة مكافحة الفَسَاد: كيف تَمّ تَسْرِيْبُ اسم ذلك الفني الذي بَلّغَكم؟! وأين السّرّيَة التي تعلنون أنها حَقّ صَرِيح لكل مَن يُمِيْطُ اللثَام عن فَسَادٍ مَا؟! فبعدها ربما فَهِمَت (نَفْسِي الأمّارة بالسوء) أنّ القَصْد (يا وَيْلُ مَن أَفْسَد وبَلّغ)!! [email protected]