ادعى رئيس النظام السوري بشار الأسد أمس في مقتطفات من مقابلة مع قناة «الدنيا» السورية الموالية له أن الوضع في سوريا «هو الأفضل عمليًا» مؤكدًا في الوقت نفسه أن الحسم العسكري لم يتم بعد، وهو «بحاجة إلى وقت». وزعم ما يجري في بلاده «معركة إقليمية وعالمية»، وبيّن أنه «لابد من وقت لحسمها»، مضيفًا: «إننا نتقدم إلى الأمام»، ووصف الأسد الانشقاقات التي حصلت في نظامه بأنها «عملية تنظيف ذاتية» للدولة والوطن واعتبر أن الحديث عن إقامة مناطق عازلة في سوريا هو «غير واقعي»، وقال: «أعتقد أن الحديث عن مناطق عازلة أولا غير موجود عمليًا، ثانيًا غير واقعي حتى بالنسبة للدول التي تلعب الدور المعادي أو دور الخصم». و شهدت مناطق عدة من سوريا ولا سيما ريف دمشق وحلب وحمص، عمليات قصف واشتباكات عنيفة أمس بينما أعلن الجيش السوري الحر أنه شن هجومًا على مطار تفتناز العسكري في ريف إدلب دمر خلاله خمس مروحيات. وفي إدلب (شمال غرب)، ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان في بيان: «إن اشتباكات عنيفة تدور بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين في محيط مطار تفتناز العسكري رافقها أصوات انفجارات تسمع من داخل المطار». وأشار المرصد إلى «مقتل وجرح 14 من القوات النظامية إثر القصف الذي تعرض له مطار تفتناز العسكري»، موضحًا أن القوات النظامية تقصف بلدة تفتناز إثر الهجوم الذي تعرض له المطار العسكري. من جهته قال مقاتل في كتيبة شهداء تفتناز التابعة للجيش الحر يدعى أبو مصعب: «هاجمنا مع كتائب أحرار الشام وكتائب أخرى من الجيش الحر مطار تفتناز العسكري حيث استمر الهجوم نحو ساعة ونصف». وفي إدلب أيضا، لفت المرصد إلى سقوط ثلاثة قتلى بينهم مقاتلان معارضان في اشتباكات مع القوات النظامية بريف جسر الشغور. وأوضح أن القوات النظامية اقتحمت مدينة أريحا وبدأت بتنفيذ حملة مداهمات واعتقالات. وفي دمشق، أفاد المرصد عن اشتباكات تدور بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين على أطراف حي القابون شمال شرق دمشق، بينما «تتعرض بلدة زملكا لقصف عنيف من قبل القوات النظامية». وفي ريف دمشق أيضًا استخدمت القوات النظامية المروحيات في قصف بلدة سقبا ومحيطها، بحسب المرصد الذي أكد تعرض مدينة الزبداني (شمال دمشق) للقصف أيضا. من جهتها، أشارت الهيئة العامة للثورة السورية إلى «قصف عنيف تتعرض له مدن وبلدات الغوطة الشرقية بالطيران الحربي التابع لجيش النظام». وتأتي هذه التطورات غداة مقتل 189 شخصًا على الأقل في أعمال عنف في سوريا الثلاثاء، هم 143 مدنيًا و14 مقاتلًا معارضًا، بالإضافة إلى 32 من القوات النظامية، بحسب المرصد. وبين هؤلاء 27 قتيلاً على الأقل سقطوا في تفجير استهدف تشييع مواطنين مواليين للنظام في بلدة جرمانا». إلى ذلك، ذكر المرصد أنه في مدينة حمص (وسط) تتعرض أحياء الخالدية وجورة الشياح بالإضافة إلى أحياء حمص القديمة لقصف عنيف من قبل القوات النظامية، مضيفًا أن القصف على مدينة الرستن في الريف أدى إلى مقتل شخص. وفي مدينة حلب (شمال)، أشار المرصد إلى اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين في حي العامرية، بالإضافة إلى تعرض أحياء عدة في المدينة للقصف من قبل القوات النظامية.