توقع خبراء دوليون في قطاع الاتصالات، أن يصل حجم الانفاق على حلول تقنية المعلومات في المملكة 21.4 مليار ريال في العام 2014 المقبل، مقارنة بنحو 13.1 مليار ريال (3.5 مليار دولار) في العام 2010، وأكدوا ان سوق المملكة بشكل عام تتجه بشكل تصاعدي، وباتت تقود عجلة النمو في العالم مستفيدة من قطاعاتها النشطة والراسخة. ووفقًا للمؤسسة البحثية والاستشارية العالمية المستقلة «آرإنسيأوإس»، التي خرجت بتلك التوقعات فإن معدل إنفاق الفرد على تقنية المعلومات في المملكة نحو 750 ريالًا (200 دولار) خلال هذا العام. ورصدَ باحثو المؤسسة البحثية فرصَ نمو هائلة في كثير من القطاعات ذات الصلة مثل الهواتف الذكية، وخدمة التلفزيون عبر بروتوكول الإنترنت، وتقنية «واي ماكس»، وحلول أمن الإنترنت، منوِّهين الى فرص النمو في تقنية الجيل الثالث وإنترنت النطاق العريض خلال الأعوام القليلة المقبلة، وفي السياق نفسه، أشارَ تقرير أصدرته هذا العام «الجزيرة كابيتال» إلى أن معدّل انتشار الهواتف النقالة بالمملكة ناهز 198 بالمائة خلال العام 2011، متوقعا - التقرير- أن يتجاوز حاجز 200 بالمائة. تعزيز المنافسة ويرى الدكتور خالد بن عبدالعزيز الغنيم، الرئيس التنفيذي لشركة الاتصالات السعودية أن الخبراء متفقون على أن الدول التي تملك قطاع اتصالات راسخًا وتنافسيًا كانت الأقدر دومًا على استقطاب الاستثمارات الأجنبية المباشرة، وقال: «من المعروف أن المملكة العربية السعودية تملك أكبرأسواق الاتصالات في دول الخليج، وهي مهيأة لتحقيق الاستفادة القُصوى من الموجة القادمة من فرص النمو مع تواصل تحرير قطاع الاتصالات على مدى الأعوام القليلة الماضية». وأشار الدكتور الغنيم إلى أن النهضة الاقتصادية تستمدّ جانبًا من زخمها من استحداث فرص الأعمال المجزية، واستقطاب الاستثمارات الأجنبية المباشرة، وتعزيز وتيرة التطوير والابتكار، واستقرار النمو الاقتصادي الشامل، مؤكّدًا أن قطاع الاتصالات يلعب دورًا بارزًا في تحفيز التنافسية الاقتصادية. من ناحيتها اعتبرت تريكسي لوه، النائب الأول للرئيس في مركز دبي التجاري العالمي، الجهة المنظِّمة لحدث «أسبوع جيتكس للتقنية»، أن قدرة المؤسسات على تحقيق الاتصال الفوري والسريع تعتبر من الحاجات الماسّة، قائلة: إن هذه الحاجة عززت الابتكار في قطاع تقنية المعلومات والاتصالات بالمملكة، وأضافت: «اجتذب قطاع الاتصالات السعودي استثمارات ضخمة، أسهمت على نحو مباشر وغير مباشر في دعم اقتصاد المملكة من خلال استحداث آلاف الوظائف وتحفيز قطاع الإعلان ودعم الشركات الصغيرة والمتوسطة وتوفير أفضل حلول الاتصالات المتقدمة الداعمة لقطاع الأعمال». آفاق النمو صنَّف تقرير نشرته هذا العام كلية إدارة الأعمال الدولية الرائدة «إنسياد»، بالتعاون مع المؤسسة الاستشارية والاستثمارية في مجال الاتصالات والتقنية والإعلام «دلتا بارترنز»، إن المملكة من أهمِّ عشرين دولة في العالم على صعيد تحفيز نمو قطاع الاتصالات، متوقِّعًا أن تستحوذ هذه الأسواق الصاعدة على قرابة 75 بالمائة من نمو الناتج المحلي الإجمالي التراكمي حتى العام 2016. من جهة أخرى يشير تقرير صادر عن «الجزيرة كابيتال» إلى أن قطاع الاتصالات السعودي هو الأكبر بمنطقة الشرق الأوسط قاطبة بعد تجاوز عدد المشتركين بالخدمة النقالة حاجز 56 مليونًا، وتجاوز الإيرادات المجمَّعة للقطاع ذاته حاجز 77 مليار ريال (20.5 مليار دولار)، فيما يتوقع محلِّلو «شعاع كابيتال» أن تواصل كبرى شركات الاتصالات السعودية تحقيق نمو مستدام في إيراداتها خلال المرحلة المقبلة بفضل الطلب المتزايد على خدمات الإنترنت المنزلية والنقالة. * العارضون السعوديِّون ويستضيف «أسبوع جيتكس للتقنية 2012» كثيرًا من الأقسام والفعاليات غير المسبوقة التي ستجتذب التنفيذيين وصانعي القرار ورجال الأعمال والمختصين من المملكة، لاسيَّما مع ازدياد أعداد العارضين السعوديِّين على نحو مطّرد. يُذكر أن «أسبوع جيتكس للتقنية» انطلق قبل 32 عامًا وهو يُعدُّ اليوم ثالث أكبر معارض تقنيات المعلومات والاتصالات في العالم، وقد أكَّدت الجهة المنظِّمة ازياد أعداد العارضين هذا العام بنسبة 25 بالمائة ونمو مساحة العرض بنسبة 15 بالمائة مقارنة بأرقام العام 2011. ويستحوذ «أسبوع جيتكس للتقنية» الذي ينعقد هذا العام تحت شعار «التقنية مفتاح نجاح الأعمال» على مكانة ريادية دولية مستحقة كأحد أهمِّ ثلاثة معارض متخصّصة بتقنيات المعلومات والاتصالات في العالم، إذ يجتذب أكثر من 138,000 من المختصين في قطاعات التقنية المختلفة وأكثر من 3,500 شركة عالمية وإقليمية متخصِّصة تمثل 144 دولة من حول العالم، وتترسَّخ أهمية «أسبوع جيتكس للتقنية» ومكانته مع إقبال دول منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا على عرض أحدث الحلول التقنية الفائقة الداعمة لمسيرة نموِّها وتطوُّرها.