يقبل الكثير من الشباب في شهر رمضان المبارك على لزوم المساجد والقيام بفعل الطاعات وسائر العبادات التي لم يكونوا قد قاموا بها في غيره، مما تكون فيه النفس أقرب إلى الطمأنينة وتقبل الخيرات والطاعات.. علماء ودعاة رأوا أن الإقبال من التائبين على الطاعات يكثر في رمضان مما يدعو إلى انتهاز هذه الفرصة للثبات على الدين وفعل الخيرات حتى الممات، معتبرين ذلك مسؤولية الجميع أئمة وخطباء ووالدين وأسرة، حيث قال بداية عضو هيئة كبار العلماء وعضو المجلس الأعلى للقضاء الشيخ الدكتور علي بن عباس الحكمي: مما لا شك فيه أن إقبال المسلمين على العبادة في رمضان أكثر من غيره، وذلك بفضل الله وبرحمته، أن جعل الشهر موسمًا يتوب فيه التائبون، ويزداد المؤمنون إيمانًا، مشيرا إلى أنه فرصة لمن أسرف على نفسه أن يراجعها، وأن يعود إلى سرب المؤمنين المحلقين في سماء الشوق إلى ربهم المنيبين إليه.. وما من شك أيضًا أنه قد يكون بعد ذلك الإقبال والانقطاع عن مشاغل الدنيا في الشهر المبارك بعض الفتور من بعض الناس، حتى إن بعضهم يظن - خطًأ - أن ما قدمه من عبادة في رمضان قد يشفع له في تقصيره في غيره، وهؤلاء يحتاجون إلى تذكيرهم والعناية بهم برفق ولين وبيان أن أحب العمل إلى الله أدومه وإن قل.. وأنه لا ينبغي للعاقل أن يفرط فيما اكتسبه من الخير، فيضيعه بعد أن من الله عليه بتحصيله.. وهذه مهمة الدعاة والخطباء والمؤمنين جميعًا كل بحسبه، وبقدر مسؤوليته أمام الله، فالوالدان، وأكبر وأصلح الإخوان، وخير الجيران، والأصحاب والخلان كل أولئك مسؤولون عمن حولهم لمساعدتهم على الثبات على ما يسره الله لهم من الخير والصلاح في الشهر الكريم. وسائل معينة فيما قال مدير مركز الدعوة والإرشاد بجدة الشيخ صلاح بن محمد الشيخ: شهر رمضان محطة التوبة والإنابة, والرجوع إلى الله تعالى والتخلص من الذنوب والآثام كيف لا وقد خصه الله تعالى بمزية لم تكن في غيره من الشهور, أنزل فيه القرآن وتفتح فيه أبواب الجنة, وتغلق فيه أبواب النار, وتصفد مردة الشياطين.. فمن حق التائبين علينا أن نفرح بتوبتهم, ونسعد بإنابتهم, ونبشرهم بفرح الله تعالى بتوبتهم واستمرارهم دون الرجوع الى ما كانوا عليه قبل رمضان.. ففي الصحيحين ((لله أشد فرحًا بتوبة عبده حين يتوب إليه)) فما عليهم إلا أن يخلصوا النية في التوبة ويعزموا على عدم العودة للذنب والندم على ما فات من اقتراف الذنوب والمعاصي، مبينا أن نوضح للتائبين كرم الله تعالى على عبده التائب حيث يبدل سيئاتهم حسنات ومن حقهم علينا أيضًا أن نحسن استقبالهم, ونبادلهم المحبة والود, ونشعرهم بأنهم أخوةً لنا جمعتنا أخوة الدين والعقيدة, ونبين لهم فضل التوبة إلى الله تعالى, والتمسك بها، ونَشدُ على أيديهم, ونساعدهم على سلوك الطريق المستقيم حتى لا يضعف التائب ويعود إلى ما كان عليه, ومن حقهم علينا أن نرشدهم لصحبة الأخيار ففي الحديث الصحيح ((إنما مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير....)).. الحديث، فإن صحبتهم طوق النجاة يوم القيامة ((الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين)) وعدد الشيخ بعضا من الوسائل التي تعين على الثبات ومنها: توجيه التائبين بزيادة الطاعات وخاصة قراءة القرآن الكريم بتدبر وتأمل والعمل الصالح من المشاركة في الأعمال الخيرية، ثم التأكيد على عدم المجاهرة بالمعاصي والأخذ بمبدأ الستر, فما دام الله تعالى ستر على المذنب الذنب, فمن باب أولى أن يستر العبد نفسه ولا يتحدث بارتكابه للمعاصي والتفاخر بها أمام زملائه وأصدقائه، و في الحديث ((كل أمتي معافى إلا المجاهرين)).. وان من الاجهار أن يعمل العبد بالليل عملًا ثم يصبح قد ستره ربه, فيقول يا فلان! قد عملت البارحة كذا وكذا, وقد بات يستره ربه ويصبح يكشف ستر الله عنه.. تصفد الشياطين من جهته قال إمام وخطيب جامع الزاهر الشيخ عبدالإله الصبحي: إن التائبين في رمضان وغيره، هم الناجون برحمة الله، حيث إن التائب من الذنوب والمعاصي، قد تذوق طعم وحلاة الإيمان في قلبه، ويزداد الإيمان وينقص بزيادة ونقص منسوب الإيمان، معتبرا شهر رمضان المبارك فرصة عظيمة للتائب، بتنزل الرحمات وكثرة الطاعات وإقبال الناس مما يجعل التائب في تنافس لاستباق تلك الأعمال والخيرات، مهيبا بمن له القدرة على كسب الأجر في التواصي لاستقطاب التائبين ألا يحرم نفسه من هذا العمل المبارك في دعوة الناس لأعمال الخير والتوبة من فعل المعاصي والذنوب.