ينطلق في 22 شوال المقبل سوق عكاظ في محافظة الطائف، برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، ويستمر لمدة عشرة أيام، بمشاركة عدد من الأدباء والمثقفين والشعراء والأكاديميين والحرفيين من داخل السعودية وخارجها. ووصف صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة رئيس اللجنة الإشرافية لسوق عكاظ رعاية خادم الحرمين الشريفين بأنها امتداد لرعايته للمحافل العلمية والفكرية والأدبية والتراثية، انطلاقًا من إيمانه العميق بأهمية بناء الإنسان المؤمن القوي، القادر على الرقي بوطنه بين الدول، وتحقيق مجده وعظمته بين الأمم والشعوب. وقال سمو رئيس اللجنة الإشرافية لسوق عكاظ: إن التاريخ يسجل لخادم الحرمين الشريفين مبادرات عظيمة وشجاعة في جميع المجالات، كما يسجله ملكًا بانيًا للإنسان، وداعيًا للحوار بين أتباع الحضارات والمذاهب والأديان، وراعيًا للعلم والعلماء، والثقافة والمثقفين، والأدب والأدباء، والفكر والمفكرين، إلى جانب عنايته بتراثنا الوطني وتشجيعه للمحافظين عليه. ونوه الأمير خالد الفيصل بما ناله سوق عكاظ في السنوات الماضية من دعم وتشجيع كبيرين من خادم الحرمين الشريفين مما ساعد على انتقاله من أفكار على ورق إلى حقيقة ملموسة تتطور عامًا بعد آخر على أرض الواقع، بتضافر جهود الوزارات والهيئات والمؤسسات المشاركة في إعداده وتنظيمه، وحرص الأدباء والمثقفين والمفكرين على المشاركة في فعالياته والتنافس على جوائزه، وتوافد المواطنين والمقيمين على ارتياده والاطلاع من نافذته المفتوحة على آفاق الماضي والحاضر والمستقبل الرحبة. وشدد أمير منطقة مكة على أن عناية إمارة المنطقة واهتمامها بسوق عكاظ لا ينطلق من حرصها على إحياء المكان وإنما إعادة الاعتبار إلى مكانته الفكرية والثقافية والإنسانية والاقتصادية والانطلاق منها إلى بناء مشروع نهضوي حضاري يعنى بمد جسور من الماضي إلى المستقبل، بالعناية بالإبداع والتميز العلمي، ونشر الثقافة والعلم والمعرفة. واعتبر الأمير خالد الفيصل سوق عكاظ وما يقدمه من برامج ثقافية وعلمية وأدبية وتراثية أنه ينسجم انسجامًا تامًا مع أهداف الخطة العشرية لمنطقة مكةالمكرمة، وتحديدًا مع أهداف محور بناء الإنسان الموازي لمحور تنمية المكان، لتبلغ المنطقة مكانتها المستحقة في الريادة والصدارة محليًا وإقليميًا وعالميًا، وقال: إن بلوغ منطقة مكةالمكرمة موقعها الذي تستحقة لن يتأتى إلا من خلال بناء المجتمع المبني على القيم، والمتميز بالأخلاق، والملتزم بقيم العمل والنظام والمعاملة والعلم والثقافة والفكر والأدب، ونحن ولله الحمد نملك قاعدة إسلامية تؤهل مجتمعنا لأن يكون مجتمعًا مثاليًا، بشرط الالتزام بالمبادئ الإسلامية الحقة. وثمّن الأمير خالد الفيصل الجهود التي بذلها أصحاب السمو والمعالي أعضاء اللجنة الإشرافية لسوق عكاظ، وهم كل من: سمو الأمير فيصل بن عبدالله بن محمد وزير التربية والتعليم وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، ومعالي الدكتور خالد العنقري وزير التعليم العالي، ومعالي الدكتور عبدالعزيز خوجة وزير الثقافة والاعلام، مثمّنًا في الوقت نفسه الجهود التي بذلها محافظ الطائف فهد بن معمر ومدير جامعة الطائف الدكتور عبدالإله باناجة وأمين الطائف المهندس محمد المخرج وأمين سوق عكاظ الدكتور جريدي المنصوري والمدير التنفيذي للسوق الدكتور راشد الغامدي وجميع اللجان العاملة، مشيرًا إلى حرصهم كل عام على إثراء الزائر ببرامج وأنشطة السوق، فضلًا عن منحه الفائدة والمتعة في آن معًا. وأعرب الأمير خالد الفيصل عن تطلعه إلى أن يواصل السوق في هذا العام نجاحاته السابقة، وصولاً إلى تقديم صورة حضارية مشرفة عن الإنسان السعودي الذي يستمد أصالته من تاريخ آبائه وأجداده، وقوته من نماء وطنه وازدهاره، منطلقًا إلى بناء مستقبل مشرق له وللأجيال المقبلة، متسلحًا بقيمه وعاداته وتقاليده وعلومه ومعارفه وثقافته وأدبه. علم وفكر وتراث استعرض سمو رئيس اللجنة الإشرافية لسوق عكاظ البرنامج الذي سيقدمه السوق في نسخته السادسة هذا العام للمثقفين في الممملكة، مشيرًا إلى أنه يضم عناصر عدة فكرية وأدبية وثقافية وعلمية وتراثية تعبّر عن رؤية سوق عكاظ وأهدافه، والمتمثلة في مد جسور بين الماضي والحاضر والمستقبل، مدعومًا بتكاتف ودعم وجهود وزارات وجهات حكومية عدة من أجل إنجاح سوق عكاظ عبر إشرافها على أعمال التنظيم وإعداد أنشطته وبرامجه المتنوعة. وأوضح سمو رئيس اللجنة الإشرافية أن سوق عكاظ سينظم هذا العام ولأول مرة حلقة نقاش ضمن البرنامج الثقافي للسوق وتستضيفها جامعة الطائف ويشارك فيها سمو أمير منطقة مكة وسمو وزير التربية والتعليم وسمو رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار ووزير التعليم العالي ووزير الثقافة والإعلام ومجموعة مختارة من شباب الجامعات السعودية، مشيرًا في هذا السياق إلى أن اللقاء يهدف إلى التواصل الدائم بين الشباب وأصحاب القرار لترسيخ مبدأ ثقافة الحوار واستثمار مناسبة سوق عكاظ لتكون إحدى قنوات التواصل الإيجابي لتبادل أفكارهم وعرض تجاربهم الثقافية والعلمية. وبحسب رئيس اللجنة الإشرافية، يندرج في البرنامج الثقافي 15 ندوة ومحاضرة بمشاركة نخبة من المثقفين والأدباء والمفكرين والشعراء السعوديين والعرب، من بينها ندوة نقدية بعنوان «شعر عنترة بن شداد»، وندوة عن «بدائل النفط والطاقة المتجددة»، وندوة «الإبداع النسوي وقناع الكتابة»، وندوة دول الخليج من التعاون إلى الاتحاد»، وندوة «الشباب والإعلام الجديد»، وندوة «فقه الواقع»، كما يشمل البرنامج الثقافي أمسيتين شعريتين بمشاركة نحو عشرة شعراء، فضلا عن محور «تجارب الكتّاب» بمشاركة مجموعة من المؤلفين لعرض تجاربهم في التأليف والكتابة. وأفاد سمو رئيس اللجنة الإشرافية أن فعاليات وأنشطة سوق عكاظ تحوي مسرحية «عنترة بن شداد» الذي يعد واحدًا من أشهر شعراء المعلقات، حيث ستُعرض خلال الأيام الأربعة الأولى وعلى مسرح خيمة سوق عكاظ التي ستفتح هذا العام وهي عبارة عن مدرجات مواجهة لصخرة عكاظ التاريخية، وتضم 3061 مقعدًا قاعات انتظار ومكاتب وخدمات مساندة وقاعات. وبين سمو رئيس اللجنة الإشرافية أن هيئة السياحة والآثار تنظم للعام السادس برنامج «جادة سوق عكاظ» وهو عبارة عن مجموعة من الأنشطة المتنوعة التي تحاكي سوق عكاظ التاريخي، ونماذج من الأنشطة الاجتماعية والثقافية التي كانت تقام في السوق قديمًا، مشيرًا إلى أن نشاط السوق سيشهد أيضًا أكثر من عشرة معارض تنظمها وزارات وهيئات حكومية، في مقدمها: «سيرة وإنجاز» وتنظمه الهيئة العامة للسياحة والآثار، ومعرض «التصوير الضوئي والخط العربي» وتنظمه وزارة التربية والتعليم، ومعرض «مملكة الإنسانية.. ملك السلام» وينظمه الحرس الوطني، و»عكاظ المستقبل» وتنظمه وزارة التعليم العالي، و»الكتاب الإليكتروني» وتنظمه وزارة الثقافة والإعلام، و»المملكة.. وطن وتاريخ» وتنظمه دارة الملك عبدالعزيز، و»معًا لنشر ثقافة الحوار» وينظمه مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، و»لوحة وقصيدة» وتنظمه جمعية الثقافة والفنون، فضلًا عن معارض تنظمها الهيئة السعودية للحياة الفطرية وأمانة محافظة الطائف ومكتبة الملك عبدالعزيز.