حققت جراحات اليوم الواحد ، نجاحاً ملموسًا في المستشفيات الحكومية في منطقة المدينةالمنورة، إذ بلغ عدد العمليات التي أجريت وفق هذا الأسلوب خلال العام الماضي نحو 30 ألف عملية بنسبة تجاوزت 51% من إجمالي عدد العمليات . وأجمع مسؤولون في وزارة الصحة ومديرو مستشفيات ومواطنون على ضرورة التوسع في تطبيق جراحات اليوم الواحد، مشيرين إلى الأثر الايجابي على المرضى الذين تجرى لهم هذه الجراحات، وذلك من خلال خفض فترة انتظارهم لإجراء العمليات، و مكوث المريض في المستشفى، ما يعني خفض خطر عدوى المستشفيات، وأضافوا في حديثهم ل»المدينة»، أن عمليات اليوم الواحد توفر عدداً أكثر من الأسرّة للأقسام الداخلية بحيث ينعكس ذلك على معدل دوران الأسرّة في المستشفى، مع خفض فترة مواعيد الحجز لإجراء العمليات الروتينية. ودعا مساعد المدير العام للخدمات العلاجية بالمديرية العامة للشؤون الصحية بمنطقة المدينةالمنورة الدكتور محمد بن حامد الشلاحي، إلى تطوير جراحات اليوم الواحد في المستشفيات، وذلك بإنشاء أقسام مستقلة ومتكاملة لهذا الغرض، مزودة بالقوى العاملة وأحدث الأجهزة الطبية مع الأخذ في الاعتبار أهمية نشر التوعية بمفهوم جراحة اليوم الواحد. وشدد على أهمية تطبيق برنامج جراحات اليوم الواحد في جميع المستشفيات التي تتسع ل100 سرير فأكثر، مشيراً إلى أنه تم البدء منذ عام 1431ه في تطبيق جراحات اليوم الواحد في بعض مستشفيات المدينةالمنورة وهي مستشفى الملك فهد ومستشفى المدينة للنساء والولادة والأطفال ومستشفى أحد، وشهد العام الماضي إضافة مستشفى الأنصار ومستشفى الأمير عبدالمحسن في العلا ومستشفى ينبع العام. وذكرأن مستشفيات منطقة المدينةالمنورة تجاوزت النسبة المستهدفة المقررة من وزارة الصحة لإجراء جراحات اليوم الواحد والمقدرة ب50%، وتطرق إلى أن هذا النوع من العمليات يسهم في توفير أسرّة في الأقسام، وخفض نفقات العلاج، وخفض قائمة الانتظار للمرضى المحتاجين لإجراء جراحات اختيارية، وتسهيل ترتيب المرضى لأوضاعهم، وإمكانية الحركة المبكرة بعد الجراحة ما يقلل من مضاعفات ما بعد الجراحة، وإجراء عدد عمليات أكثر مع مضاعفات أقل. تخفيض المضاعفات أكد مدير مستشفى الملك فهد في المدينةالمنورة الدكتور عبدالحميد شحات، أن جراحات اليوم الواحد تتيح الحرية للمريض لاختيار الوقت المناسب لإجراء الجراحة، وتقليص قائمة الانتظار التي تعاني منها المستشفى خصوصاً أن المستشفى يخدم منطقة المدينةالمنورة بأكملها، كما تسهم في خفض نسبة المضاعفات خصوصاً الالتهابات وخفض الضغط عن كاهل المستشفيات الحكومية حتى تتفرغ للتعامل مع الحالات الطارئة والعمليات المعقدة، مضيفاً أن قائمة الانتظار في «العمليات الباردة» تقلصت كثيراً لازدياد نسبة عمليات جراحة اليوم الواحد في المستشفى. وأوضح رئيس قسم القسطرة في مركز القلب بالمدينةالمنورة الدكتور رضا أبو العطا، أن تعزيز جراحات اليوم الواحد يمكن أن يسهم في إحداث نقلة نوعية في الخدمات الصحية في المنطقة، إضافة إلى الحد من الشكاوى، مبينا أنها تشمل ما لا يقل عن 75% من العمليات الجراحية، وفي بعض الدول تجرى نحو 5 ملايين عملية جراحية من هذا النوع من العمليات في العام، لافتاً إلى أن هذه العمليات أصبحت متوفرة في مركز القلب. وأعرب أبو العطا عن أمله في توسيع وزيادة نوعية العمليات التي يتم إجراؤها وفق أسلوب جراحة اليوم الواحد أسوة بالدول المتقدمة، مؤكداً أن عدداً قليلاً من العمليات الكبرى تتطلب بقاء المريض في المستشفى أياماً عدة. تقليص مواعيد المرضى من جهتهم طالب عدد من المرضى الذين ينتظرون دورهم في إجراء العمليات الباردة، المستشفيات الحكومية في المدينةالمنورة، بتقليص مدة المواعيد التي تعطى لهم تقديراً لظروفهم وارتباطاتهم، لافتين إلى أن مواعيد العمليات الباردة قد تمتد إلى أسابيع أو شهور. والتقت «المدينة» عدداً من المواطنين الذين أجروا جراحة اليوم الواحد. وذكر المواطن حامد نفاع، أن الأطباء قرروا إجراء عملية في «اللحمية» وذلك بعد إجراء الفحوصات والتحاليل، مشيراً إلى أنه دخل المستشفى عند العاشرة صباحاً ثم غرفة العمليات عند الثانية ظهراً، وقرر الأطباء خروجه بعد أن أمضى نحو 24 ساعة فقط ، وأشار إلى أنه لم يكن يتوقع أن يخرج من المستشفى بهذه السرعة، داعياً إلى تخصيص قسم كامل في المستشفى لإجراء جراحات اليوم الواحد يضم فريقاً طبياً متكاملاً. فيما أكد المواطن محمد الرفاعي الذي كان يراجع مستشفى مركز القلب بعد عملية أجراها أخيراً، أن عملية القسطرة التي أجريت له كانت بسيطة ولم يمكث في المستشفى سوى يوم واحد فقط حظي خلالها بعناية طبية ممتازة. وأشار الرفاعي إلى أنه أجرى منذ 5 أعوام عملية لتفتيت حصى ما اضطره إلى التنويم في المستشفى نحو أسبوع، بينما تتم هذه العمليات الآن خلال فترة لا تتجاوز 24 ساعة. وطالب المواطن عبدالمنعم الأحمدي بتفعيل وتطوير سياسة عمليات جراحة اليوم الواحد بشكل أكبر وبذلك يتحقق الاستخدام الأمثل لأسرّة المستشفيات، ورفع كفاءة وإنتاجية استخدام السرير، مشيراً إلى أن برنامج جراحات اليوم الواحد ليس خياراً بل ضرورة ملحة في ظل طول فترة الانتظار التي يعاني منها المرضى لإجراء عمليات أصبحت اليوم تعرف بالعمليات الباردة التي لا تحتاج إلى بقاء المريض في المستشفى بعد إجراء الجراحة .