اعتبر الدكتور سعيد المالكي نائب رئيس النادي الأدبي بجدة الاهتمام بالشباب الموهوبين أدبيًا "قضية وطنية" لخلق جيل جديد من المبدعين بجانب الجيل الحالي داعيًا أندية المملكة بالتركيز على استقطاب الشباب الذي يمثل أكثر من 60% من عدد السكان، وكشف في حوار مع " الرسالة " عن برامج متنوعة لأدبي جدة لجذب الشباب. وتطرق إلى أهداف النادي وأنشطته خلال الإجازة الصيفية، وكيفية الارتقاء بفكر الشباب، وغيرها من الأمور.. فإلى نص الحوار: بداية.. دعنا نعترف أن هناك انصرافًا من الشباب العربي عمومًا عن الأندية الثقافية والأدبية.. فما هي خططكم لاستعادة الشباب وتنمية مواهبهم الأدبية؟ بالفعل هناك أمور عديدة في العصر أبعدت الشباب عن الأدب ليس في المملكة وحدها ولكن في العالم كله تقريبًا لكننا نحاول استعادة الجيل الجديد، والاهتمام بالموهوبين منه، وفى إدارة النادي الأدبي الثقافي بجدة أنهينا مؤخرًا الإعداد لبرنامج "طَاقَات" الذي وعد النادي بتنفيذه في فترة الصيف حيث يهتم بتنمية المواهب الأدبية الشابة، نظرًا لكبر شريحة الشباب في المجتمع والتي تتجاوز ال 60% من مجموع شرائح المجتمع. وما هي أهداف النادي الأدبي من هذا البرنامج؟ الهدف العام منه بناء جيل مميز من المبدعين الشباب في مجال الأدب وفنونه المختلفة وفق أسس علمية وخبرات معرفية عبر آليات عمل واقعية من التحرك نحو اكتشاف طاقات ومواهب الشباب الإبداعية في مجال الفنون الأدبية وتوجيهها التوجيه الأمثل مع صقلها لتصبح قادرة على التنافس في مجال الإبداع، ونحن نحاول استثمار وقت الإجازة الصيفية في تنمية المواهب الواعدة فيما يعود عليهم بالنفع بجانب منح الذين يشتكون من ندرة الفرص التدريبية في المجال الأدبي للمشاركة في البرنامج، وإظهار إبداعاتهم وفنونهم في المجال الموسيقى الشعرية والروائي والعروض. آليات واضحة حدثنا عن الآلية التي وضعتموها لتحقيق هذا الهدف الكبير؟ حددنا بالفعل فريق عمل لتنفيذ آليات العمل وصولا للهدف المنشود وتم إقرار اللجنة الإشرافية لفريق العمل، وهى مكونة من نخبة من أعضاء مجلس إدارة النادي وأعضاء الجمعية العمومية، وينفذ تلك الآليات مجموعة من المدربين والأكاديميين والمبدعين المتميزين والمعروفين، وسعينا إلى تحديد أساليب جديدة ومبتكرة لجذب الشباب نحو الأدب الرفيع، مع العلم أنّ البرنامج يتضمن بعض المحاضرات المنتقاة من قبل نخبة من المثقفين، فتم توقيع عقد مع وزارة التربية والتعليم لمحافظة جدة لاختيار المواهب الشابة ضمن البرنامج الأول "مواهب" والذي يشرف عليه نائب رئيس المجلس، أما برنامج "طاقات" فيستهدف تنمية القدرات الإبداعية للشباب وللبرنامج عدة محاور تتعلق بالأسس الفنية للإبداع الشعري والعروض وموسيقى الشعر. وهل هذا التوجه حديث على النادي أم أنه امتداد لاجتهادات سابقة؟ لابد أن نوضح أن القائمين على النادي الأدبي الثقافي يضعون تصوراتهم للنهوض بفئة الشباب، وكان تواصل الإدارات السابقة غير جيد مع هذه الفئة وكل نشاطاته كانت مقتصرة على النخبة فقط، ورأى مجلس إدارة النادي ضرورة الاهتمام بفئة الشباب في المجالات الثقافية والأدبية، فقد وجدنا بأن هذه الفئة حقها مهضوم وبحاجة ماسة للفرصة بشكل أكبر، ومن هنا قررنا القيام بالبرنامج الذي يبرز وينمي مواهبهم الأدبية. يهمشون الشباب بعض الأندية الأدبية قد لا تلقي اهتمامًا بفئة الشباب ويكون جل تفكيره في جذب النخب والقامات الأدبية الكبيرة، ما هي رؤيتكم لهذه الحالة؟ النادي الأدبي لا بد أن يهتم بالفئتين النخبة والشباب، وكان الاهتمام سابقًا بفئة النخب، ولم يجد الشباب مكانًا لصقل مواهبهم فنحن كمسؤولين قررنا صقل هذه المواهب الشابة إضافة للنخب بإعطائها حقها. وقررنا توفير المطبوعات والكتب والحقائب التدريبية المتكاملة للشباب بجانب المدربين المتخصصين فهذا الجيل قلّما يجد فرصًا تتاح له لمتابعة النتاج الفكرية والأدبية. وكيف ترى الإقبال على هذه البرامج من قبل الشباب؟ الإقبال ممتاز جدًا في أول جولة له، وهذا أول النشاطات الصيفية وهناك 40 شخصًا سجلوا وأكدوا حضورهم، خلال أسبوع واحد فقط من إعلان الدورة التي تهتم بالموهبة علمًا أن هذه أول دورة وأتوقع أن يكون هناك إقبال أكبر خلال المرحلة القادمة. وما هو توقعاتكم لنتاج تلك البرامج والاتفاقيات على المشهد الثقافي الأدبى بجدة؟ نحن نغذي الموهبة، ومن الصعوبة زرع الموهبة في شخص لا يمتلكها من الأساس، وكانت دوراتنا موجهة لأصحاب المواهب الأدبية والشعرية بالأساس، وهذه المواهب ستكون بإذن الله تعالى قيمة مضافة للساحة الأدبية وستشكل جيلا جديدا من الأدباء الموهوبين. التدريب والتأهيل وكيف ترون موقع التدريب في الحقل الأدبي؟ عن طريق برامج التدريب والتأهيل تنهض الأمم، ولو تبنت الجهات المختلفة هذا الجانب وتنمية المهارات فهذا سيكون المنطلق الأول للنهوض بالشباب، وبعد اكتشاف الموهوبين منهم، ومنحهم الجرعة الكافية من المعرفة، وبالتالي سنحصل على نتائج مرضية ومميزة، ونحن في نادي أدبي جدة نعتزم الاستمرار في برامجنا الحالية المهتمة بالشباب وستكون في الفترة القادمة على مدار العام وبشكل موسع، وسوف تمتد الأنشطة إلى مجالات الرواية والشعر والمقالة وكتابة القصة للأطفال، وبحضور جهابذة اللغة والشعراء والمثقفين. * وماذا عن التعاون مع الجهات الأخرى في المحافظة لدفع التنمية الثقافية؟ نحن لا نغفل التعاون مع الجهات الأخرى لتحقيق أهداف التنمية الثقافية، والنادي يسعى إلى تكريس الشراكة المجتمعية بينه وبين الجهات والمؤسسات الأخرى، ووقع نادي جدة الأدبي مؤخرًا اتفاقية تعاون ثقافي مع المجلس البلدي في جدة بحضور أمين مدينة جدة هاني أبو راس، حيث يسعى الطرفان بموجب هذه الشراكة إلى توسيع دائرة الشراكة الداخلية مع مؤسسات المجتمع، وبما يصبُّ في مصلحة المشهد الثقافي، ونحن نسعى لإيجاد قنوات تواصل مع المواطنين بمختلف شرائحهم والوقوف على اهتماماتهم وآرائهم وتعزيز المشاركة بينهم وبين المجلس البلدي والنادي. ومدة الاتفاقية ثلاث سنوات وتهدف إلى التعاون في إقامة برامج وفعاليات ثقافية وفكرية وتدريبية في المجالات المختلفة وتبادل الدعم المعرفي بين الطرفين عبر توفير الكفاءات المتخصصة وذات الخبرة في المجالات الثقافية ذات الاهتمام المشترك، وإقامة البرامج التطويرية والتدريبية المشتركة، وتكوين فريق مشترك يضم مختصين من منسوبي الطرفين.