لم يقتصر دعم سمو ولي العهد الأمير سلمان بن عبد العزيز على إنشاء وترميم وصيانة المساجد في الداخل منذ أمره في عام 1996 بإعادة بناء مسجد الملك عبد العزيز في الخرمة على نفقة سموه الخاصة أو افتتاحه جامع الملك عبد العزيز بالخرج في العام التالي، بل امتد ذلك إلى خارج البلاد وفى عدد من بلدان العالم. وقد أظهر ذلك حرص سموه على نشر دعوة الدين الإسلامي بقيمه السامية ومعانية النبيلة، ففي عام 1401 ه (1981م ) افتتح الأمير سلمان بن عبد العزيز مسجد الملك عبد العزيز آل سعود في ماريبا في جنوبإسبانيا. ويعد مسجد الملك عبد العزيز في ماريبا تحفة معمارية عربية، ومعلمًا حضاريًا ثقافيًا دينيًا من معالم الجنوب الأسباني. يقف المسجد على ربوة خلابة في أهم وأرقى أحياء مدينة ماربيا، ويشكل أحد أهم معالمها ليكون مركز علم ومعرفة وحضارة إسلامية تستنبط تعاليمها وشرائعها من كتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام وهمزة وصل بين الجالية المسلمة في جنوب أسبانيا وإخوانهم في العالم الإسلامي، وقد تم إنشاء المسجد بطراز معماري مميز، ليعيد إلى الأذهان الطابع المعماري العربي الإسلامي العريق الى مهد الحضارة والثقافة الإسلامية في عصر الركود الأوربي. وفى عام 1417 ه الموافق عام 1996 تم افتتاح مسجد زافيدوفيتش في البوسنة والهرسك بناء على توجيهات الأمير سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العليا لجمع التبرعات لمسلمي البوسنة والهرسك آنذاك، وهو مركز ومعلم ثقافي إسلامي متميز، وفي شهر ذي الحجة عام 1418 ه وضع الأمير سلمان خلال زيارته للبوسنة والهرسك حجر أساس جامع ومركز الملك فهد الثقافي بسراييفو ليكون ملتقى للعبادة والتعليم والدعوة. ويعتبر المركز مصدر إشعاع ومنارة هدى للمسلمين في البوسنة والهرسك بعامة ولأبناء العاصمة سراييفو بخاصة. يقع المشروع الجامع على أرض مساحتها (8187) مترًا مربعًا ويتسع لعدد خمسة آلاف مصل في وسط تجمع سكاني يزيد عن تسعين ألف نسمة يستمعون إلى نداء الصلاة خمس مرات في اليوم من مئذنتيه الشاهقتين، ويضم الجامع مصلى للرجال، وآخر للنساء، أما المركز الثقافي فيضم قسماً لتعليم اللغة العربية ووحدة للحاسب الآلي، ومكتبة مركزية تعد من أكبر المكتبات العربية في منطقة البلقان، وقاعة للمحاضرات العامة، ومعرضًا دائمًا، وصالة للألعاب الرياضية. وللوقوف مع المتضررين من أبناء الشعب المصري من ضحايا الزلزال الشهير ترأس سمو الأمير سلمان في عام 1992 الهيئة العليا لجمع التبرعات لهم، كما انتهت الهيئة من تشييد مسجد ومعهد أزهري في مصر في سنوات قليلة. وفي عام 1997 افتتح الأمير سلمان بن عبدالعزيز جامع الملك فهد بن عبدالعزيز في جبل طارق، والذي أقيم على نفقة الملك فهد بن عبدالعزيز - يرحمه الله - بتكلفة قدرت بنحو ثلاثين ملايين ريال. ويحتوى المركز الإسلامي على مدرسة إسلامية ومكتبة وقاعة محاضرات، ويعتبر المسجد دار العبادة الوحيدة في جبل طارق لخدمة المسلمين في هذا الإقليم، الذين يبلغ عددهم أكثر من ثلاثة آلاف نسمة يشكلون حوالى 4 ٪ من مجموع سكان جبل طارق. وفى نفس العام تم وضع حجر الأساس لمسجد تيشان في البوسنة والهرسك بتوجيهات من سمو الأمير سلمان. ويستمر عطاء الأمير سلمان -حفظه الله- لنشر الدعوة في كل إرجاء العالم، متوجًا كل الجهود لبناء وترميم وصيانة المساجد والمراكز الثقافية الإسلامية بقدر الإمكان.