من الضروري أن يكون لكل مبدع فلسفته الخاصة التي يحكم بها رؤيته الجمالية، ويستند فيها إلى تقديم منجزه الإبداعي في أي مجال يختاره.. وفلسفة المصورة السعودية صافية عبدالله في التعامل مع الكامير بصورة احترافية تتجلى في جرأة الفكرة والبحث عن الأشياء الصغيرة المهملة، إنها تكشف عن رؤيتها هذه بقولها: أرى أن الاحترافية ليست حكرًا في جودة الكاميرا؛ بل في الرؤية المرتبطة بنظرة عين، ولمسة يد، وجرأة فكر، والنتيجة من كل هذا صورة لها أبعاد مثيرة، ومشهد مليء بالمشاعر، فأنا يجذنبني في التصوير نوعين؛ النوع الأول تصوير البروتريه، والذي من خلاله نظهر ملامح الأشخاص بطبيعة مزاجاتهم أو على حالتهم، والنوع الآخر التصوير الميكرو، وهو الأقرب إلى عيني؛ حيث أظهر أصغر الأشياء، لنتعايش معها وكأننا في نفس الحجم. بين عنكبوت وذبابة بهذه الرؤية الفلسفية في البحث عن الأشياء الصغيرة للتعايش معها والدخول في عالمها، تكشف صافية عن أجمل اللقطات التي أنجزتها بقولها: أجمل لقطة لي كانت حينما كنت أصور شجرة في منزلي، ووجدت بالصدفة عنكبوتًا صغيرًا يلتهم ذبابة تكبره بالضعف، لفتنني الصورة، وأثارت فضولي، ولم أستطع التقاطها من أول مرة، بل بعد عدة محاولات. ظهور من بوابة الصدفة وتعود صافية بالحديث إلى بداياتها قائلة: كانت انطلاقتي من خلال الصور التوثيقية الخاصة بالفعاليات والمناسبات الإعلامية، وكان مشوارًا مليئًا بالمنافسة والتحدي؛ حيث وجدت في نفسي حب التصوير وتوثيق المشاهد والمعالم والذكريات، وقد لعبت الصدفة دورًا في رحلتي مع التصوير، وكان ذلك من خلال صفحتي على الإنترنت حينما أنشأت ألبومًا خاصًّا بصوري، مما جعل البعض يبدون إعجابهم، وبالصدفة وجدت نفسي بين مجموعة إعلامية رائعة من الزملاء والأصدقاء، وكل الفضل بعد الله بسبب صورة قمت بالتقاطها صدفة ووضعتها بصفحتي، ومع مرور الأيام تكونت لدي العديد من الصور، وهناك صورة لن أنساها، ودائمًا ما أعود إلى تأملها، خصوصًا تلك التي تجمعني بزملاء المهنة وذكريات العمل، وقد وجدت العون في مسيرتي، حيث لا أنكر ظهوري من خلال قروب التنسيق الإعلامي ودعمهم لي بعد الله وتشجيعهم الدائم الذي أثر في نجاحي بشكل ملموس، ولا أظن أنني وصلت إلى نهاية الطريق في هذا المجال، فما زلت في أول مسافات الوصول إلى ذلك.. ولا يفوتني هنا أن أشير إلى أنني ورثت حب التصوير عن جدي، بما يدلل على أن الفن يمكن أن يتوارث، ولكن هذا لا يكفي لوحده؛ فالموهبة تحتاج إلى الصقل والاحتراف بالتعلم من خلال الدورات والدروس، كما الثقة بالنفس أول سلاح للنجاح. وتختم صافية بقولها: التصوير الفوتوغرافي أصبح لغة العدسة ورسالة المشاعر من خلال صورة تظهر ملامح الوجوه أو عبارات الطبيعة أو خيالات البشر، والحمد لله أن هناك الكثير من المعارض التي تتيح الفرصة للموهوبين لإبراز هوايتهم، كما أن للمسابقات دورها في ذلك، برغم أنني - للأسف - لم أشارك في أي مسابقات بسبب انشغالاتي، ولكن اذا سنحت الفرص فسيكون ذلك قريبًا إن شاء الله.