واصلت القوات السورية النظامية أمس السبت عملياتها في حمص وريفها وسط البلاد، فيما اندلعت اشتباكات بين الجيش ومنشقين في ضواحي دمشق وريفها وسجل تحليق للمروحيات في محافظة اللاذقية الساحلية، كما أفاد ناشطون والمرصد السوري لحقوق الإنسان. وصرح الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي أنه طلب من الأممالمتحدة في رسالة إلى مجلس الأمن التحرك لتأمين حماية الشعب السوري في وجه القمع الدامي للانتفاضة ضد الرئيس بشار الأسد. وردًا على سؤال حول ما إذا طالب في رسالته بتحرك عسكري ضد نظام الأسد أجاب العربي «لم نتحدث عن تدخل عسكري». وفيما طالبت قطر أمس المبعوث الدولي العربي إلى سوريا كوفي أنان بوضع إطار زمني لمهتمه، وبنقل خطته الخاصة بحل الأزمة في هذا البلد الى الفصل السابع من ميثاق الأممالمتحدة. حذر الأخير من أن سوريا تنزلق صوب حرب «شاملة». من جانبه، قال معارض سوري إن روسيا أصبحت جزءًا من المشكلة ويجب أن تحث الرئيس السوري بشار الأسد على التخلي عن السلطة. وقال عنان في قطر باجتماع لأعضاء جامعة الدول العربية التي ترعى مع الأممالمتحدة خطة سلام تهدف إلى وقف إراقة الدماء في سوريا «يتزايد يوميًا شبح حرب شاملة بأبعاد طائفية مثيرة للقلق». وقال برهان غليون من المجلس الوطني السوري المعارض إن روسيا بدعمها للنظام السوري ولبقاء الأسد أصبحت جزءًا من المشكلة وليست جزءًا من الحل، مشيرًا إلى أنها لو تعاونت من أجل التوصل لصياغة تجعل الأسد يتخلى عن السلطة ستصبح جزءًا من الحل.إلى ذلك، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن حي الخالدية وأحياء حمص القديمة الخارجة عن سيطرة القوات النظامية، تعرضت منذ ما بعد منتصف الليل وحتى ساعات الفجر الأولى أمس للقصف، ما أسفر عن مقتل جندي منشق. وأكد ناشطون في مدينة حمص أن «قذائف الهاون انهمرت خلال الليل على أحياء حمص القديمة مثل المطر فيما كانت تدور اشتباكات في الأزقة بين القوات النظامية وعناصر الجيش السوري الحر». وفي قرية القريتين في ريف حمص، قتل مواطن بإطلاق رصاص خلال مداهمات نفذتها القوات النظامية صباح السبت. وقتل مواطن وابنته إثر إصابة حافلة كانت تنقلهما على طريق تلبيسة. ولم يوضح المرصد مصدر النيران. وسقطت قذائف عدة صباح أمس على بلدة تلدهب بمنطقة الحولة، من دون تسجيل أي إصابات بحسب المرصد. وفي ريف دمشق الذي يشهد إضرابًا احتجاجًا على مجزرة الحولة في حمص التي راح ضحيتها أكثر من مائة مدني في 25 مايو الماضي، اندلعت اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين في مدينة حرستا. وسمعت أصوات انفجارات في مدينة دوما كبرى مدن الريف الدمشقي والتي تشهد احتجاجات مستمرة وتحركات للمنشقين. وأسفرت الاشتباكات في الغوطة الشرقية عن مقتل ثمانية من القوات النظامية، بحسب المرصد. وسمعت أصوات انفجارات في المنطقة في ظل تحليق لطائرات مروحية تعمل على تمشيط المنطقة بالأسلحة الرشاشة. وأفيد عن سقوط جرحى بعضهم بحال خطرة بحسب المرصد. وفي لبنان، سقط قتيل وتسعة جرحى أمس السبت نتيجة تبادل مستمر لإطلاق النار بين موالين ومعارضين للنظام السوري في مدينة طرابلس شمال لبنان، بينما أدى القنص إلى قطع الطريق الدولية باتجاه الحدود السورية، بحسب ما أفاد مصدر أمني.