قال عبدالمحسن الحماد العشري رئيس مجلس إدارة الجمعية العلمية السعودية لجودة الأداء وإدارة المخاطر ان «الجمعية» تعتزم إنشاء جائزة للتميز تهدف في جوهرها إلى نشر وتعزيز ثقافة الجودة وتشجيع المنشآت الصحية على تطبيق مبادئ الجودة وإلقاء الضوء على التجارب الوطنية المتميزة ورفع مستوى الأداء لدى المنشآت الصحية بما يتفق مع المعايير الدولية وإيجاد بيئة تنافسية بناءة تخدم تطوير العمل وتنمي القدرات . واشار الى ان الأعمال الجيدة المتسمة بالجودة من أهم العناصر التي تهيئ البيئة المناسبة لتحقيق أهداف الجمعية على أرض الواقع، وعلى هذا جاء التفكير في هذه الجائزة لاستنهاض الهمم للتنافس في هذا المجال الحيوي، وقد تم وضع إطار عام لهذه الجائزة، وسوف يتم تكليف فريق علمي ليقوم بتحويل هذا الإطار إلى برنامج علمي وتفصيلي لهذه الجائزة. «المدينة» حاورت العشري حول نشأة هذه الجمعية وأهدافها وعضويتها، وما قدمته في الفترة الماضية، ورؤيتها المستقبلية.. فإلى الحوار : * مرّ عامان منذ الإعلان عن إنشاء الجمعية العلمية السعودية لجودة الأداء وإدارة المخاطر في المنشآت الصحية.. فما الدوافع وراء إنشاء هذه الجمعية.. وإلى أي شيء تهدف؟ ** جاء إنشاء هذه الجمعية في شهر أبريل من العام 2010م استجابة وتلبية لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين وقيادتنا الرشيدة الساعية نحو رفع مستوى الخدمات الطبية في وطننا الغالي بما يتوافق والمعايير العلمية المعمول بها في الدول المتقدمة، بحيث يجد مواطن هذه البلاد الحبيبة أجود الخدمات الصحية بما يعبر عن الإمكانيات الحقيقية التي تملكها المملكة، ومنذ إنشاء هذه الجمعية وضعنا رؤية محددة لها تتمثل في الوصول إلى أعلى المعايير المهنية في مجال جودة الأداء وإدارة المخاطر الصحية والعمل على أن تكون هذه الجمعية هي المرجع العلمي وبيت الخبرة الأول في هذا المجال في المنطقة العربية . وقد حرصنا على وضع أهداف واضحة المعالم بغية تحقيقها على أرض الواقع، ومن بين هذه الأهداف؛ تنمية الفكر العلمي والمهني في مجال إدارة جودة الأداء وإدارة المخاطر والعمل على تطوير هذه المهنة بصفة مستمرة وتنشيطها، والمساهمة في نشر التوعية والثقافة الصحية في مجال جودة الأداء وإدارة المخاطر في المنشآت الصحية بين العاملين في القطاع الصحي وبين أفراد المجتمع، كما هدفنا كذلك من إنشاء الجمعية لأن تكون نواة يمكن الرجوع إليها في كيفية إدارة جودة الأداء وإدارة المخاطر في المنشآت الصحية تمهيداً للوفاء بضوابط اعتماد المنشآت الصحية، فضلاً عن أن تكون مظلة للعاملين في مجال جودة الأداء وإدارة المخاطر، وكذلك الاستفادة منها لتبادل المعلومات والخبرات المهنية والعلمية والمساهمة في إعداد برامج مستمرة لوضع معايير للأداء وكيفية مواجهة وتقييم المخاطر التي تهدد تقديم الخدمة بالمستوى والمعايير المطلوبة، وتحقيق التواصل العلمي لأعضاء الجمعية، وتقديم المشورة العلمية في مجال التخصص، وتطوير الأداء العلمي والمهني لأعضاء الجمعية، مع تيسير تبادل الإنتاج العلمي والأفكار العلمية في مجال اهتمامات الجمعية بين الهيئات والمؤسسات والجمعيات العلمية المعنية داخل المملكة وخارجها، وتأصيل الضوابط العامة للأخلاقيات وطريقة إدارة جودة الأداء وإدارة المخاطر في المنشآت الصحية والمساهمة في وضع معايير مهنية وعلمية دقيقة. آليات منضبطة * أي آليات وضعتموها لتحقيق هذه الأهداف النبيلة؟ ** لا شك أن هذه الأهداف تتميز باتساع أفق الطموح، ويتطلب تحقيقها جهدًا كبيرًا، وعلى هذا فقد وضعنا آليات مناسبة تتماشى وهذه الأهداف الكبيرة، يقف على قمة هذه الآليات استثمار روح العمل الجماعي بين أعضاء الجمعية، ومن تجارب الدول المتقدمة في هذا المجال عبر تبادل الخبرات، كما سنقوم بتنفيذ عدد من الندوات والبرامج التدريبية، مع استثمار إمكانيات الجمعية بصورة تجعل منها موردًا ماليًا ذاتيًا بأقصى ما يحتمل ذلك، غير غافلين أيضًا حاجتنا لدعم مؤسسات المجتمع على نسق تكاملي يحقق المصلحة التي نرجوها جميعًا، كذلك ستكون أبوابنا مفتوحة للتنسيق المستمر وتبادل التجارب والمعارف مع كل الجهات ذات العلاقة بهذا الموضوع . وفي هذا الإطار تم الاتفاق في مجلس الإدارة على عدد من البرامج والمشروعات من أهمها وضع معايير مهنية للأداء بما يساعد على تحديد وتقييم المخاطر التي قد تهدد تقديم الخدمة بالمستوى المطلوب.. كما عمدنا إلى تكوين عدد من اللجان لتسهيل عمل الجمعية من أهمها لجنة إعداد الإستراتيجية، واللجنة العلمية للبحوث والمعايير المهنية، ولجنة الإستشارات ولجنة التدريب والتعليم المستمر والمؤتمرات والندوات ولجنة العلاقات والشراكات المهنية. دعم ومساهمة * ما هي الجهات الداعمة لهذه الجمعية.. وما هي شروط عضويتها؟ ** هناك 14 جهة تمثل الجهات الداعمة والمساهمة في تكوين هذه الجمعية تتمثل في جامعة الملك سعود بن عبدالعزيز للعلوم الصحية، والشؤون الصحية بالحرس الوطني، ووزارة الصحة، ومستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث، والإدارة العامة للخدمات الطبية للقوات المسلحة، والمكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وبرنامج قوى الأمن، ومستشفى الملك خالد التخصصي للعيون، ومدينة سلطان بن عبدالعزيز للخدمات الإنسانية، ومعهد الإدارة العامة، ومركز الملك عبدالله العالمي للأبحاث الطبية، ومجلس الضمان الصحي التعاوني، ومجموعة الدكتور سليمان الحبيب الطبية، وبرنامج سلطان بن عبدالعزيز للاتصالات الطبية والتعليمية (ميديونت). أما فيما يخص العضوية في هذه الجمعية، فقد تم تصنيفها إلى ثلاثة أقسام، فهناك عضوية شرفية وهذه ذات مميزات تتناسب مع الشريحة المستهدفة، وهناك عضوية خاصة للأعضاء من ذوي العلاقة بمجال جودة الأداء وإدارة المخاطر والقطاع الصحي، عضوية طلابية للدارسين في الجامعات والكليات الصحية . وقد جاء هذا التصنيف متماشيًا مع استراتيجية الجمعية الهادفة إلى تعزيز العلاقة مع أعضائها من خلال البرامج والمشاريع التي تخدم توجه الجمعية.. كما أن الجمعية قد رصدت مزايا عديدة لأعضائها بمستوياتهم الثلاثة مثل شهادة الاشتراك بالجمعية، والحصول على بطاقة العضوية وإتاحة الفرصة لهم لحضور اللقاءات والندوات العلمية ذات العلاقة سواء داخل المملكة أو خارجها برسوم مخفضة؛ فضلاً عن تزويدهم بمعلومات عن فعاليات الجمعية وأنشطتها، وتزويدهم بمجلة «الأداء الصحي» التي تصدرها الجمعية.. كما أن الجمعية ومن خلال برنامج العضوية ماضية في استقطاب الأعضاء ذوي المكانة المميزة في القطاعية الصحي والإداري، إضافة إلى المهتمين بمجال جودة الأداء وإدارة المخاطر، مع فتح مجال العضوية أمام طلاب الجامعات والكليات الصحية وبرامج الدراسات العليا. كذلك يجري مجلس إدارة الجمعية حاليًا تنظيم آلية محددة لتشكيل مجلس أعضاء شرف الجمعية، والذي سيتكون من عدد من المهتمين بالخدمات الصحية بالمملكة العربية السعودية، ويأتي ذلك اتساقًا مع أهداف الجمعية الرامية لفتح قنوات التواصل والتفاعل مع المجتمع بما يساهم في إيصال رسالتنا وتحقيق رؤيتنا عبر الاستعانة بأصحاب الخبرة والتجارب المتميزة. * أعلنتم عن عزمكم لإنشاء جائزة للتميز في مجال جودة الأداء وإدارة المخاطر.. إلى أي شيء هدفتم من هذه الجائزة؟ ** الجائزة تهدف في جوهرها إلى نشر وتعزيز ثقافة الجودة وتشجيع المنشآت الصحية على تطبيق مبادئ الجودة وإلقاء الضوء على التجارب الوطنية المتميزة ورفع مستوى الأداء لدى المنشآت الصحية بما يتفق مع المعايير الدولية وإيجاد بيئة تنافسية بناءة تخدم تطوير العمل وتنمي القدرات، لقناعتنا أن الأعمال الجيدة المتسمة بالجودة من أهم العناصر التي تهيّئ البيئة المناسبة لتنزيل أهداف الجمعية على أرض الواقع، وعلى هذا جاء التفكير في هذه الجائزة لاستنهاض الهمم للتنافس في هذا المجال الحيوي، وقد وضعنا إطارًا عامًا لهذه الجائزة، وسوف يتم تكليف فريق علمي ليقوم بتحويل هذا الإطار إلى برنامج علمي وتفصيلي لهذه الجائزة. شهادة عالمية * حصل موقع جمعيتكم مؤخرًا على شهادة منظمة الصحة لموثوقية المعلومات الطبية على الإنترنت.. فكيف تنظر إلى هذه الشهادة؟ ** إن حصول الجمعية على شهادة (HON Code) لموثوقية المعلومات الطبية على الإنترنت من منظمة الصحة يمثل بالنسبة لنا دفعة معنوية لمزيد من التطوير والتطلع إلى الأجود والأحسن دائمًا نحو بلوغ الغاية من تحقيق أهدافنا، ومصدر اعتزازنا بهذه الشهادة أنها صدرت من منظمة غير حكومية وغير ربحية لها تاريخها الطويل في هذا المجال، فقد تأسست هذه المنظمة في العام 1995م تحت رعاية وزارة الصحة في جنيف، ويعد ميثاق هذه المؤسسة من أقدم مواثيق المصداقية للمعلومات الطبية والصحية المتاحة على شبكة الإنترنت حيث تسعى باستمرار إلى تحسين جودة المعلومات التي يتم عرضها على المواقع الإلكترونية والمتعلقة بالصحة والطب.. وتعتبر هذه الشهادة المرجع الصحي الأكثر رواجًا وقبولاً لدى الناشرين الطبيين حيث يعتمد حاليًا أكثر من (7300) موقع إلكتروني في أكثر من (102) دولة في العالم.. فحصولنا على هذه الجائزة سيدفعنا لمزيد من العطاء، وبذل الجهد، وأشير هنا إلى أننا ماضون في مزيد من التطوير المستمر في برنامج الخدمات الإلكترونية لمواكبة المستجدات التقنية التي تخدم أهدافنا على الوجه المطلوب، وتثري أعضاءنا بكل ما هو مثمر ومفيد. * درجتم على إصدار مجلة «الأداء الصحي».. فماذا عن هذه المجلة؟ ** من جملة الأهداف التي سعينا إليها أن نستثمر كل ما هو متاح أمامنا من أجل توسيع دائرة المعرفة بهذه الجمعية وما تقوم به من نشاطات وفعاليات، فإلى جانب موقعنا الإلكتروني عمدنا إلى إنشاء هذه المجلة المتخصصة، وقد صدر العدد الأول منها في شهر فبراير من العام 2011م، ومنذ ذلك التاريخ ظلت المجلة تصدر بصورة منتظمة حاملة في طياتها أخبار الجمعية، وما تقوم به من نشاطات وما تعقده من مؤتمرات، كما أنها تستضيف العديد من ذوي الاختصاص في مجال جودة الأداء وإدارة المخاطر الصحية، وقد وجدت المجلة الإشادة من قبل المتابعين لها، وأصبحت أحد الروافد المهمة في الجانب الإعلامي للجمعية.