ألف مبروك للثلاثة المعينين حديثًا بأوامر ملكية كريمة، نسأل الله لهم السداد والتوفيق. ولحاجة في نفسي وتلبية لنداء بعض ممن أعرف من سكان المدينةالمنورة، وددت تخصيص هذه السطور لمعالي الأمين الجديد للمدينة الطيبة على صاحبها أفضل الصلاة وأزكى التسليم. ولعل ما يجري في ردهات الأمانة، وما يتهامسه المواطنون لفترة طويلة كان نتيجة لطول بقاء معالي الأمين السابق، إذ لم يعد لديه ما يقدِّمه بعد خدمة امتدت قرابة عقدين من الزمان أو ربما تزيد. وصراحة فإن طول المكث على الكرسي يسبب لصاحبه أزمات صحية، ولمتلقي الخدمة أزمات إدارية. معالي الدكتور/ خالد طاهر: كثير من أهل المدينة يشكون بطء إجراءات إنهاء معاملاتهم بالرغم من اكتمال أوراقهم ووضوح متطلباتهم وطول صبرهم. أداء العاملين في الأمانة لا يخضع لمعايير مرجعية يمكن قياسها، فلربما استغرقت معاملة ما أسبوعًا أو اثنين، وأخرى نفسها قد تستغرق أسابيع كثيرة. وذلك مدعاة لغرس جذور الفساد، بل وإلى انتشاره عُلم أو لم يُعلم، والقصص التي تروى في هذا الجانب كثيرة. وإن كنا أبناء اليوم (على حد المثل الشعبي)، وأنت يا معالي الأمين الجامعي الأكاديمي المهندس، فإن التوقعات كبيرة وسقف الطموحات عالٍ جدًا. المتوقع أن يُحدِث تبوؤك هذا المنصب نقلة نوعية في الأداء ونظرة حازمة نحو المحاسبة والمتابعة والمراقبة. ويا ليتك تبدأ بالسماع والاستماع.. استمع إلى الشكاوى وحدد وجوه الخلل وارسم منهجًا واضحًا للأداء، ثم تقويم الأداء. وأفضل من يقوّم الأداء هو متلقي الخدمة والوسيط في نقل الخدمة مثل المكاتب الهندسية التي بات يُعهد إليها كثيرًا من المهام الفنية والعملية، وهو توجه محمود يتطلب تعاونًا من الأمانة، فهما شركاء لا خصماء. في جدة مثلًا تظل المعاملة (بعد انتهاء إجراءاتها من المكتب الهندسي) في أدراج بعض المسؤولين أحيانًا شهرين وثلاثة دون مبرر واضح إلا ما يتهامسه الناس حول إجراءات ما تحت الطاولة (للمستعجلين فقط). المسؤول الأريب الحصيف هو الذي يستمع إلى الآخرين، فلا يفترض أنهم كلهم سيئون، ولا كل موظفيه ملائكة طيبون. الأمانة كبيرة تبرأت منها السموات والأرض والجبال، ولليوم الآخر فليعمل العاملون. [email protected]