منذ اللحظة الأولى لتعيين صاحب السمو الملكي الأمير مشاري بن سعود أميرا لمنطقة الباحة راهن أهالي هذه المنطقة من السراة وحتى تهامة على نهضة المنطقة وبصورة سريعة مستبشرين بعهد جديد في حياتهم وتلمس احتياجاتهم اليومية، خاصة أن سموه قال إبان تعيينه: «أعد سكان الباحة ببذل كل جهد ممكن من أجل رفعة المنطقة وتطوير كافة الخدمات فيها» وعاد سموه ليزيد: «أعد سكان الباحة بأن أكون ابنا لأكبرهم، وأخاً لأوسطهم، وأباً لأصغرهم». وهو ما ترجمه على ارض الواقع وجسد هذه الكلمات القليلة واقعا كبيرا في نفوس الجميع، مما عزز هذه النظرية وهذا الرهان جولات سموه منذ أيامه الأولى في منطقة الباحة، لقد أراد سموه منذ الوهلة الأولى لقدومه أن يتعرف على اكبر قدر عن منطقة الباحة واحتياجاتها وما يكون على تماس بالمواطن بالدرجة الأولى، وتذليل كافة العقبات التي تعترض طريق التنمية في المنطقة. إن جولات سموه كشفت عن جوانب عدة في حياة مشاري بن سعود لعل أبرزها الجانب الإنساني والذي توجه سموه في ثاني جولة له بطبع قبلة على جبين مسن تقديرا واحتراما من سموه لمن هم أعلى سنا منه، هذا المشهد وهذه الصورة لم تكن مستغربة من سموه ولكنها بكل تأكيد ضمنت استقرار سموه وسط قلوب أبناء المنطقة كافة وأصبحت مضرب مثل في أن التواضع إذا لم يزد قدر الإنسان فلن يحطه, ومشاري بن سعود خير دليل على هذه النظرية, كما أن المواقف الإنسانية والتواضع لسموه الكريم لم تقتصر على تلك القبلة الشهيرة على جبين ذلك المسن المحظوظ بقبلة مشاري بن سعود حتى أصبح أشهر من نار على علم في المنطقة، ولو لم يكن له من الدنيا سوى تلك القبلة من أمير الإنسانية لكفته ما تبقى من حياته. ويأبى الجانب الإنساني في حياة سموه إلا أن يطل مرة أخرى ولكن هذه المرة مع تلك المرأة المسنة التي انتظرت سموه على جنبات الطريق وهو في جولة لمحافظة القرى ليوقف سموه سيارته ويستمع إلى مطالبها وشكواها في لفتة إنسانية ليست غريبة لمن طبع قبلة التقدير في أن يترجل عن سيارته لمسنة رفعت يديها إلى الباري سبحانه في أن يحفظ سموه ويعلي قدره، هذان المشاهدان حركا الشارع الاجتماعي في منطقة الباحة وأصبح حديث الناس وحتما سوف يكون من الجوانب الإنسانية التي لن يستطيع الزمن أن يغيبها عن ذاكرة الأجيال القادمة في المنطقة وسوف يذكرها عن مشاري بن سعود . ورغم هذه الجوانب في حياة سموه يبرز جانب الحياة العملية فالأمير مشاري بن سعود كما هو يعطي دروسا في الإنسانية، فهو بلا شك يبرهن أنه كذلك يمتلك حسن القيادة والإدارة الحديثة وينتهج سياسة الباب المفتوح فأبواب الإمارة مشرعه أمام الجميع وجميع مطالب الأهالي تحل وفق نظرة سموه في هذا الجانب، فهو يسعى لرفع مستوى أداء الجهات الحكومية في المنطقة لخدمة المواطنين ويضع الأسس الكفيلة بنهضة شاملة ومنطقة سياحية يضاهي بها المناطق السياحية في المملكة ويرفع من وتيرة السياحة فيها لإيمانه بما تمثله السياحة من محور أساسي للمنطقة ودعم اقتصادي لأبنائها. إن المدة الزمنية التي قضاها الأمير الإنسان في المنطقة منذ قدومه أوجدت حراكا على مختلف المجالات ليرسخ في ذهن الجميع أن الهمة العالية والرغبة الصادقة تفعل المستحيل وتسبق الزمن في قاموس سموه. كما سعى سموه الى جذب رجال وسيدات الاعمال والشركات الكبرى، لفتح مجالات استثمارية مختلفة في المنطقة فرؤية أمير المنطقة منذ ان باشر سموه العمل بالمنطقة على اقامة منتدى اقتصادي يكشف ويوضح التسهيلات المتاحة من كافة الجهات ذات العلاقة، لايجاد بيئة استثمارية مميزة تخدم المنطقة، وأهالي الباحة. مشاري بن سعود أو كما يحلو له أبو تركي دون لقب الأمير هو بلا شك أمير رسخ مبدأ التواضع في المنطقة وبعث برسالة يؤكد فيها أن الألقاب وجدت لخدمة المواطن الصغير قبل الكبير دون استثناء وهو نهج القيادة الرشيدة في خدمة المواطنين دون استثناء.