لجأ شبان في أحياء جدة العتيقة إلى طريقة مختلفة لتحقيق دخل مادي مناسب من خلال إحياء تراث الأجداد عبر فرق المزمار البلدي، حيث يقومون بالرقص على أنغامها داخل الأحياء الشعبية. وتعد فرقة «القلعة» التي مثلت المملكة دوليًا في عشرات المناسبات هي الأكثر شهرة بين الزمارين في المملكة. ويصل أجر الفرقة في المناسبة الواحدة أكثر من 5 آلاف ريال لكل حفلة، لو اشتملت الليلة على حفلة واحدة، ويكون الإيراد قابلا للزيادة حال إحياء أكثر من حفل يوميًا، فيما يصل نصيب كل شخص في الفرقة اكثر من 200 إلى 400 ريال يوميًا. تهذيب اللعبة وارتبطت هواية الزمر البلدى بمدينة جدة، وكان البعض يسميها في الماضي «اللعبة الشيطانية»، حيث كانوا يقومون بالدوران على النيران ويقومون بتحريك أقدامهم وأياديهم بحركات خطيرة على النغمات، ولكن في الوقت الحالي تهذبت اللعبة بشكل كبير وابتعد مؤدوها عن تلك الحركات البهلوانية. ومن مفردات اللعبة «العصا السحرية» المصنوعة من الخيزران والتي توضع في علبة مجوفة، عليها القليل من شحم الغنم لتقوم العصا بجذب ماء الشحم بداخلها، ثم تترك لمدة يومين ليصعب كسرها ثم يقوم الراقص بليها دون صعوبة في وقت الرقص. ويتحدث عن فنون اللعبة مدرب الزمر سلطان مريع الحقوي موظف بجامعة الملك عبدالعزيز، والذي طاف العالم بمزماره الشهير، حيث زار أكثر من 40 دولة، حيث أوضح أن الغناء في المزمار يسمى «الزومال»، ويلزم على المزمل أن يكون على علم بلهجات أكثر مناطق المملكة حتى يخلق التفاعل بين المستمع وآلة الطرب. إقبال شبابي ويشير الحقوي إلى أن لعبة المزمار مازالت متجمدة وغير متطورة عند الكثيرين، حيث يتصورون أنها فوضوية، لكن بعض الشباب بدأوا بالإقبال عليها في الآونة الاخير وتعلم أصولها. واللافت للنظر أن بعض الطلبة هم أعضاء فى تلك الفرق، ولا يجد الطالب عماد عبدالرحيم (17عامًا) إشكالية في مواصلة تعليمه والعمل بالفرقة، قائلا: أنا أصغر عضو بالفرقة، ولا أجد صعوبة في تحصيلي الدراسي، كما أن والديّ يشجعاني على لعبة المزمار، لكنهما يخافان عليَّ من المشاركة في الحفلات التي يكون فيها اللعب بطريقة همجية ووحشية، ولكن من خلال الفرقة نقدم تلك الرقصة بصورة مهذبة وفنية.