كانت لي فرصة حضور هذا المهرجان للمرة الأولى في حين أني حضرت عدة مهرجانات عالمية في بلاد عربية مثل مصر ودبي، وأيضًا في بلاد أوروبية مثل مهرجان كان العالمى بجنوب فرنسا إلاّ أن هذا المهرجان يختلف في أنه يعرض الأفلام الروائية القصيرة والتسجيلية وتحقيقات صحفية مصورة ولقاءات مع الجمهور والأهم في هذه النوعية من الأفلام أنها لا تخضع لمطالب السوق التجاري للأفلام وهو ما يختلف عن الأفلام الروائية التي تُعرض في دور العرض السينمائي ومطلوب أن تحقق عائدًا ماديًّا للمنتج، لذلك كنا نشاهد في العرض الواحد عدة أفلام قصيرة لبلاد مختلفة، وسوف ابدأ بالحديث عن فيلمين للسعودية أحدهما "عاطفة البيض" ومدتة 43 دقيقة وهو يمزج بين الدراما والتسجيلي وأفلام الكارتون، والفيلم الثاني "رجل وثلاث عجلات" عن البيئة مدته 28 دقيقة. أبدا الحديث عن فيلم "عاطفة البيض" عن قصة شابين شقيقين أحدهما يعاني من انفصام شخصية، ولكنه يتصف بالجرأة والشجاعة إلى حد التهور والآخر سوي، ولكنه يعاني من الخوف والتردد إلى الدرجة التي يحاول أن يتغلب على مشاعره بممارسة الرياضات العنيفة مثل الملاكمة وألعاب القوى، ويستخدم المخرج أسلوب السرد الروائي ثم الانتقال إلى المشاهد والعلاقة بينه وبين شقيقه وأسلوب كل منهما في معالجة أموره فالأخ المريض (سعد) لا يتفاهم سوى بالعنف، والشك في نوايا البشر بينما الأخ فهد العاقل والذي يعاني الجبن عندما يحاول حل أموره بالسياسة يرد عليه الخصم بلكمة في أنفه تسبّب له نزيف وتفقده الوعي لدقائق وهو في ذلك يحسد أخوه على تهوره وعنفه في حل مشكلاته إلى أن يخرج أخوه سعد ويسير مبتعدًا عن مسكن العائلة وبصحبته ألعابه الصغيرة مثل القرصان وولده ومركب القرصان ويصل إلى حديقة ويجلس يلعب بألعابه بينما الأهل يبحثون عنه ويرسلون شقيقه فهد للبحث عنه بالسيارة وفي بحثه يقف لسؤال بعض الأفراد في الطريق عن أخوه إلا أنه يتعرض مرة للسخرية ومرة للإهمال ومرة للضرب بينما فهد يبحث عن سعد إلا أننا نفاجأ بفيلم رسوم متحركة قصة بين القرصان وولده واسئلة ولده الساذج عن ماذا يفعلون ولماذا يهاجمون المراكب الأخرى في البحر؟ وهل انت طيب يا والدي أم أنك لص وجميع الأسئلة يسألها ولد القرصان بسذاجة ولكنها تنطوي على ذكاء وفطنة الطفل وبأسلوب كوميدي ساخر وفجأة تنتقل الكاميرا على سعد النائم يحلم في البستان مع ألعابه التي تحولت في فيلم كارتون وتفنية الرسوم المتحركة عالية إلا أنه أخرجنا من السياق ولم تصل الفكرة الأقرب، وينتهي الفيلم بلم شمل الشقيقين. الفيلم نقد اجتماعي ساخر إنتاج مبارك الحريسن تأليف وإخراج موسيقي مونتاج مصعب المري وتمثيل معاذ عبدالله ومجاهد خالد وسعد النفجان. الفيلم الثاني "رجل وثلاث عجلات" فكر فريق العمل بعمل فيلم عن البيئة وأيضًا توفير الطاقة وتشجيع الشباب على وسائل رياضة رخيصة فوجدوا د. حسام الملحم وقد قايض سيارته بدراجة من تصميمه بثلاث عجلات، وبشكل خاص تلائم لبس الثوب وقد سماها الجارية، ويستعرض لنا الفيلم عمليًا كيفية استخدام هذه الدراجة في الطريق العام إلى أن ينجح فريق العمل في حشد مجموعة من راكبي الدراجات وحشد الصحافة والإعلام في مسيرة إلى خريص خارج الرياض، دعوة من المجموعة ونداء لممارسة الرياضة وتوفير الطاقة والدعوة أيضًا لتغيير مفاهيم الشباب والأخذ بأسباب التطور. الفيلم إنتاج فاروق فرحات تأليف حسام الملحم تصوير محمد سندي موسيقى ومونتاج فهمي فاروق حسام الملحم.