يُحْكى أنّ فتاةً كانت تُهمِل مقتنياتها حتى تتْلَف!. أبوها وأمّها احتارا في أمرها، وتشاورا حولها، وأعدّا خُطّة سريّة لتعديل سلوكها باللين والحكمة!. أهْدياها مطرقة ومسامير ولوحة خشبية عليها صورة جميلة لها، وجلسا يرقبانها من بعيد وبالخِلْسَة!. الفتاة.. جلست تدقّ المسامير على اللوحة حتى لم يبق مكان فيها إلاّ وهو مُسمّر، وتشوّهت صورتها التي كانت عليها، فنظرت إليها وفوجئت بأنها بشعة وقبيحة للغاية، فبكت وأدركت مغزى أبويها، واعتذرت لهما ووعدتهما ألاّ تُهمِل مقتنياتها، وأنها ستُصلِح اللوحة على الفور!. أخرجت كل مسمارٍ دقّته، فإذا اللوحة مملوءة بآثار المسامير، وإذا اللوحة بالآثار هي أسوأ منها بالمسامير، فأدركت أنها تحتاج جهوداً مضاعفة ومُبتكرة لتُصلحها، هُنالِك قال لها أبوها وأمّها: أرأيت يا بُنيّة؟ هذا درسٌ لكِ، فإهمال المقتنيات لا بُدّ وأن يُتلفها، والتلف لا بُدّ وأن يترك آثاراً، وإصلاح التلف والآثار - معاً - أصعب، والوقاية خيرٌ من العلاج!. هذه القصّة، أهديها لكلّ جهة في جدّة أهملت فيها، وجدّة قد مُلِئت مسامير في أجزاءٍ عديدةٍ منها حتى تلِفت، ومع إخراج المسامير ستظهر آثارُها، والمعالجة لكليْهما، أي المسامير والآثار، أصعب، والجهود المضاعفة والمُبتكرة مطلوبة، وهو الدرس الذي أتمنى أن فهمته الجهات، وإلاّ أصبحت جدّة مثل كرة تنس طاولة، خُذْ وهات، بين إخراج المسامير وإصلاح الآثار!.