اعلن مسؤولون ايرانيون ان ايران التي تواجه حصارا مصرفيا غربيا يعرقل تعاملاتها بالعملات الاجنبية القوية، باتت تقبل الذهب والعملات المحلية او حتى المقايضة مقابل نفطها، كما نقلت وسائل الاعلام الاربعاء. واعلن رئيس البنك المركزي الايراني محمود بهماني ان "ايران لا تتعامل في مبادلاتها التجارية مع الدول الاخرى بالدولار فقط، فيمكن لكل دولة ان تدفع بعملتها الخاصة او بواسطة الذهب". وفي مجال تسديد قيمة صادراتها "تتلقى ايران ايضا من الصين او الهند منتجات بدلا من العملات، وهذا لا يمثل اي مشكلة"، كما اضاف بهماني. وايران ثاني مصدر للنفط في منظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك)، تجني 80% من مواردها من العملات الاجنبية من بيع النفط او المشتقات النفطية، وبينها الدولار الذي يشكل عموما العملة المرجعية. الا ان طهران تعاني اكثر فاكثر من ادخال العملات الاجنبية القوية التي تجنيها من صادراتها وذلك بسبب الحصار المصرفي الذي تطبقه الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي تدريجيا منذ 2010 لمعاقبة رفض ايران التفاوض مع المجتمع الدولي حول برنامجها النووي المثير للجدل. من جهته، اوضح نائب وزير الخارجية عباس اراقشي لوكالة فارس "وجدنا وسائل لالغاء الدولار في مبادلاتنا مع الدول الاخرى وذلك عبر استخدام العملات المحلية او المقايضة للالتفاف على العقوبات". واعلنت طهران منذ اشهر عدة انها مستعدة لقبول الذهب مقابل تسديد ثمن نفطها، وتلجأ منذ العام الماضي ايضا الى اشكال من المقايضة المباشرة وغير المباشرة مع زبائن اسيويين رئيسيين مثل الصين واليابان او كوريا الجنوبية، بحسب الاوساط المتخصصة. في المقابل، رفضت ايران لفترة طويلة الدفع بالعملات المحلية ما ادى خصوصا في 2011 الى تراكم مليارات الدولار من متاخرات الدفع على الهند التي تصدر كميات قليلة الى ايران وكانت عاجزة عن مواصلة تحويل دولاراتها الى ايران عبر القنوات المصرفية التي كانت تسخدمها سابقا. وصدرت طهران بما يفوق 140 مليار دولار من المنتجات في 2011، بينها اكثر من 100 مليار دولار من النفط و25 مليارا من المشتقات النفطية.