شاهين.. لغز في ريال مدريد

أفضل لاعب في البوندسليغا الموسم الماضي.. مهاراته فائقة وسيكون اضافة للفريق.. ننتظر منه الكثير.. هكذا كان لسان حال جماهير ريال مدريد الإسباني حينما انتقل اللاعب التركي نوري شاهين من بوروسيا دورتموند الألماني للنادي الملكي، ولكن الوضع الآن يختلف كثيرا، لأنه لم ينجح حتى الآن في المشاركة بانتظام مع الفريق بعد فترة الاصابة الطويلة التي قضاها بداية الموسم الجاري.
كان الجميع يظن أن مدرب ريال مدريد، البرتغالي جوزيه مورينيو، سيعتمد على شاهين عقب مشاركته الرسمية الأولى مع الفريق في نوفمبرالماضي امام أوساسونا بعد تعافيه من الاصابة بشكل أساسي ولكن هذا لم يحدث.
وقال مورينيو حينها أن شاهين عقليا وبدنيا ما زال في فترة الاعداد، ومن بعدها ظلت جماهير الريال تنتظر وتنتظر، ولكن الاعداد طال ولم يشارك شاهين على الرغم من الترقب الكبير لصفقته التي كلفت خزانة النادي 10 ملايين يورو.
وبالقاء نظرة سريعة على سجل شاهين مع الريال، ستكون النتيجة صادمة فاللاعب شارك مع فريقه في الدوري خلال 24 دقيقة فقط من عمر المسابقة التي تلعب جولتها ال24 حاليا.
بمعنى آخر أن لاعب بحجم شاهين، الذي صال وجال مع بوروسيا دورتموند في الملاعب الألمانية، لم يقدم للريال شيئا بل وأنه على صعيد الأندية الإسبانية كلها كان الأقل مشاركة من ضمن 125 صفقة تمت خلال الصيف الماضي.
وعلى صعيد منافسات كأس الملك الذي خرج الريال من دوره ربع النهائي على يد برشلونة، فإن اللاعب شارك في مباراتي بونفيرانديا، بينما لعب لقائي أياكس ودينامو زغرب في دوري الأبطال كاملين.
الحقيقة أن الأمر لا يتعلق باللاعب بشكل كامل، وإن كان يتحمل جزءا من مسئولية جلوسه على الدكة بعد شفائه من اصابته الطولية، بل أن السبب الرئيسي في ابتعاد شاهين عن الصورة هو مورينيو.
فلماذا لا يقدم مورينيو على الاستماع لوسائل الاعلام التي تضغط عليه دائما لاشراك شاهين؟ هذا يحدث تارة باستطلاعات رأي للقراء عن رغبتهم في رؤية اللاعب التركي يشارك بصورة أكبر وتارة أخرى بأنباء عن اهتمام أندية إنجليزية بشرائه
الاجابة بسيطة.. لأنه مورينيو!، فالجميع يعلم ان المدرب البرتغالي لا يستمع إلا لصوت عقله، والذي في أحيان كثيرة يكون صائبا، ففي البداية كان مورينيو يسعى للحاق ببرشلونة وبعدها لتوسيع الفارق ثم الحفاظ عليه فالأمر بالنسبة له لا يحتمل التجربة فلكل نقطة ثمنها
أما السبب الثاني هو ان مركز شاهين حاليا مغطى بشكل كامل للاعبين شاركوا في الموسم منذ بدايته وفي فترة الاعداد دون اصابات وبأداء قوي، مثل تشابي ألونسو، الذي لا يجد مورينيو سببا لعدم الاعتماد عليه، وربما لن يجد إلا أذا أصيب أو شعر بالارهاق أو انخفض مستواه.
واستدعى مورينيو شاهين ضمن قائمة اللاعبين الذين سيسافرون إلى موسكو لمواجهة فريق سسكا موسكو الروسي بدوري الأبطال، ولكن يبقى السؤال هل سيدفع مورينيو بشاهين أساسيا؟ هل سينزل في الشوط الثاني؟ هل سيظل جالسا على مقعد البدلاء؟ هل سيستمر لغز شاهين؟.