أعلن رئيس مجلس الشورى الشيخ الدكتور عبدالله بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ أن أعمال اللقاء التشاوري الثالث لرؤساء برلمانات الدول الأعضاء في مجموعة العشرين ستعقد في الرياض يومي السبت والأحد القادمين الثالث والرابع من شهر ربيع الآخر 1433ه . ورحّب في بيان استهل به المؤتمر الصحفي الذي عقده أمس بالوفود المشاركة في اللقاء التشاوري، معربًا عن أمله في أن يكون الاجتماع محطة مهمة من محطات تأسيس العمل البرلماني المشترك لدول مجموعة العشرين. وأكد أن المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين تحرص على دعم كل تجمع دولي من شأنه أن يحقق الاستقرار الاقتصادي العالمي، وضمان تحقيق نمو متوازن ومستدام بجهود مشتركة بين مختلف الدول. وبيّن رئيس مجلس الشورى أن اللقاء التشاوري ينعقد تحت مسمى «نمو اقتصادي مستدام لعالم آمن»، موضحًا بأن النمو الاقتصادي السليم والتكامل بين الدول، كفيل بتعزيز الأمن والاستقرار في عالمنا، وتحقيق الرخاء والتقدم للأجيال الحالية والمستقبلية، لافتاً بأن توقيت انعقاد اللقاء يكتسب أهمية خاصة في ظل الظروف الاستثنائية التي تعصف بالعالم على كافة الصعد السياسية والاقتصادية والاجتماعية. ودعا إلى مزيد من العمل نحو تفعيل أداء الدبلوماسية البرلمانية التي تواكب الجهود الحكومية وتعززها من أجل تحقيق السلم والأمن الدوليين، لافتاً إلى أن مجلس الشورى يسهم في دفع عجلة التعاون الدولي من خلال ما يقوم به من دور أساسي يتمثل في إبداء الرأي في السياسة العامة للدولة والمصادقة على الاتفاقات الدولية والمشاركة الفاعلة في المناشط البرلمانية الخارجية، إلى جانب دور لجان الصداقة البرلمانية التي تربطه بالعديد من البرلمانات الدولية وفي مقدمتها الدول الأعضاء في مجموعة العشرين، ودعم الأنشطة الحكومية في برامج التعاون الدولي وسياسات التنمية الشاملة والمستدامة. ومن المقرر أن يناقش اللقاء عدة موضوعات تصدرت الموضوعات الاقتصادية أولوياتها حيث يبحث الأزمة المالية وآثارها على الاستقرار والاقتصاد العالمي، كما يبحث اللقاء موضوع دور الطاقة في التنمية المستدامة وموضوع الحوار العالمي بين الثقافات في سياق أهداف اللقاء التشاوري لرؤساء برلمانات دول مجموعة العشرين الذي يعقد سنويًا لتعزيز التعاون البرلماني في مواجهة التحديات الاقتصادية والثقافية وغيرها التي تتطلب استجابة جماعية لدول مجموعة العشرين. ومن المقرر أن يُخصص اليوم الثاني للقاء جلستان لموضوع الأزمة المالية و آثارها على الاقتصاد العالمي وستتمحور المناقشات حول النقاط التالية: 1. الديون السيادية وتحديات السياسة المالية 2. تقلبات أسعار صرف العملات ومستقبل النظام المالي العالمي. 3. تحديات ارتفاع معدلات البطالة 4. سياسات التنمية في الاقتصاديات الناشئة ودورها في تحفيز النمو العالمي. محاور النقاشات الحوار العالمي للثقافات يمثل الحوار بين الأمم والشعوب آلية للتقارب والتفاهم فيما بينها، وتعزيزًا لقيم السلم الأهلي والسلام العالمي، كما ويعد الحوار بين أتباع الأديان والثقافات المختلفة بديلاً منهجيًا لأطروحة صدام الحضارات التي تزيد من التوتر والكراهية بين الأمم والشعوب، ولقد حظيت أطروحة الحوار بتأييد متزايد من شعوب وحكومات العالم وتجسد هذا التأييد في مؤتمر مدريد ولقاء الأممالمتحدة في نيويورك. وفي ذات السياق توجه المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود لتبنى جملة من المبادرات في هذا الشأن ومن ذلك مؤتمر الحوار العالمي لأتباع الأديان السماوية والثقافات الذي عقد في مدريد 2008م، وتوقيع اتفاقية إنشاء مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز للحوار العالمي في العاصمة النمساوية فيينا التي من المتوقع أن يناقشها مجلس الشورى خلال الأسبوع القادم. ومن المقرّر أن تتناول الجلسة الأول من اللقاء موضوع حوار الثقافات من خلال المحاور التالية: 1- الحوار بين أتباع الأديان والثقافات المختلفة. 2- أهمية مؤسسية هذا الحوار في المجتمع الدولي. 3- نشر ثقافة الحوار واستخدامها وسيلة لتعزيز المحبة والإخاء بين الشعوب. 4- تقليل التوتر والصراع في المجتمع الدولي. الطاقة لتنمية مستدامة تعتبر الطاقة عنصرًا مهمًا في التفاعل بين الدول والمجتمعات، وفي تعزيز التنمية المستدامة في إطار الدول وفي الإطار العالمي، فقد أصبحت بمصادرها المتعددة محورًا أساسيًا في تشكيل سياسات الدول ومسار تنميتها الداخلية، نظرًا لأنها مكون أساسي في الأمن الاقتصادي للدول وفي التنمية الاقتصادية والرفاهية الاجتماعية للشعوب. ويأتي اختيار «دور الطاقة في التنمية المستدامة» ضمن مواضيع اللقاء التشاوري نظرًا لمكانة المملكة في سوق الطاقة العالمي، وحجم اقتصادها في منطقة الشرق الأوسط، والاستقرار الذي تنعم به، والسياسيات البترولية والاقتصادية والمالية التي اتبعتها على مر العقود، إضافة إلى انفتاح اقتصادها، ومركزها في صندوق النقد والبنك الدوليين وعضويتها في مجموعة العشرين ومساهماتها في مؤسسات العون الإنمائي الإقليمي والدولي والمبادرات الاقتصادية والتجارية التي اتخذتها على الصعيدين الإقليمي والعالمي. ومن المقرر أن يتم تناول هذا الموضوع خلال جلستين في اليوم الأول لمناقشة المحاور التالية: 1- دور الطاقة في التنمية والنمو الاقتصادي العالميين. 2- التعاون الدولي لاستقرار وشفافية أسواق الطاقة. 3- دعم الأبحاث والاستثمارات لتنويع مصادر الطاقة والحد من آثارها البيئية. 4- مستقبل حركة التجارة والاستثمار الدولية في منتجات وقطاعات الطاقة. الأزمة المالية وآثارها على الاقتصاد العالمي يأتي اختيار الأزمة المالية كأحد أهم الموضوعات نظرًا لأزمة الديون السيادية القائمة حاليًا والتي قد تطال آثارها جميع الاقتصاديات، كما طالت تأثير الأزمة المالية في 2008- 2009 والتي كان مصدرها الولاياتالمتحدة وأوروبا، دول العالم المختلفة .ويذكر أن مجلس الشورى قد سجّل مبادرة لمواجهة آثار الأزمة المالية العالمية وكيفية تحجيم آثارها السلبية على اقتصاد المملكة ضمن رؤيته التي طرحها لمعالجة عدد من القضايا ذات الأهمية الوطنية منذ انطلاقته الحديثة والتي من أبرزها: البطالة، الإسكان، والأمن المائي والغذائي، الإرهاب، الفقر، ارتفاع الأسعار، غلاء المعيشة. ومع تصاعد وتيرة أزمة الديون السيادية يواجه الاقتصاد العالمي استمرار المخاطر بشأن استقرار المالية العامة والنظم المصرفية والأسواق المالية ومناخ الثقة بالاقتصاد، ولذلك تبرز ضرورة احتواء هذه الأزمة للحيلولة دون دخول الاقتصاد العالمي مرحلة انكماش أو تباطؤ حاد في معدلات النمو الاقتصادي، وفي حين تسعى مختلف الدول وبالذات دول مجموعة العشرين باتخاذ جميع الإجراءات اللازمة للحفاظ على الاستقرار المالي تواصل البنوك المركزية تنسيق السياسة النقدية مع السياسة المالية واستعدادها توفير السيولة للبنوك إلى جانب وضع التدابير النقدية التي تحقق استقرارًا في الأسعار ودعمًا للانتعاش الاقتصادي. لمحة عن اللقاءين السابقين “كندا- كوريا الجنوبية” ويعد اللقاء التشاوري لرؤساء برلمانات دول مجموعة العشرين الذي يستضيفه مجلس الشورى السعودي الثالث من نوعه بعد أن تم عقد اللقاء الأول في العاصمة الكندية أوتاوا عام 2010م والذي تركزت أعماله حول بحث سبل تعزيز الدور الدبلوماسي البرلماني لتحقيق الأمن الغذائي لكافة لشعوب العالم، وإيجاد طرق جديدة للاستثمار الزراعي لزيادة الإنتاج الغذائي، وتبادل الخبرات والآراء في هذا المجال، إلى جانب بحث مجمل القضايا التي تواجه دول المجموعة وشعوبها. وكانت المملكة قد قدَّمت خلال ذلك اللقاء ورقة عمل حول تجربتها في الحوار بوصفه نموذجًا لتحقيق السلم والأمن العالميين، فضلاً عن القرارات التي اتخذتها للإسهام في تحقيق الأمن الغذائي العالمي. أما الاجتماع الثاني فقد عقد في سيؤول بكوريا الجنوبية 2011م حيث بحث المشاركون على مدى ست جلسات استراتيجيات تطوير الاقتصاد المبنية على الخبرات التنموية للدول المتقدمة، والتعاون الدولي من أجل النمو المشترك، والأمن الغذائي بعد الأزمة المالية العالمية، ودور البرلمانات في ذلك، وإستراتيجية التعاون البرلماني الدولي لتحقيق السلام ومكافحة الإرهاب. وقدمت المملكة آنذاك ورقة عمل تتناول التعاون الدولي من أجل النمو المشترك، ودور مجلس الشورى في المملكة في دفع عجلة التعاون الدولي، من خلال ما يقوم به من دور أساسي يتمثل في إبداء الرأي في السياسة العامة للدولة، والمصادقة على الاتفاقيات الدولية، والمشاركة الفاعلة في المناشط البرلمانية الخارجية، ولجان الصداقة البرلمانية الدولية، والزيارات المتبادلة، ودعم الأنشطة الحكومية في برامج التعاون الدولي وسياسات التنمية الشاملة والمستدامة. نبذة عن مجموعة العشرين تم إنشاء مجموعة العشرين على هامش اجتماع «مجموعة الثمانية»، بواشنطن، في سبتمبر 1999م، والتي تضم الولاياتالمتحدةالأمريكية، اليابان، ألمانيا، المملكة المتحدة، فرنسا، إيطاليا، وكندا، وروسيا الاتحادية، حيث برزت الحاجة إلى إيجاد تكتل دولي أوسع لمواجهة التحديات الاقتصادية العالمية والعمل على تعزيز الاستقرار المالي الدولي وتكريس الحوار والتعاون بين الدول بما يخدم التنمية المستدامة في العالم. وعليه فقد تم ضم دول ذات إمكانات اقتصادية متميزة وهي الصين، الهند، كوريا الجنوبية، أستراليا، المملكة العربية السعودية، جنوب أفريقيا، البرازيل، المكسيك، الأرجنتين، تركيا، أندونيسيا، والاتحاد الأوروبي ككتلة واحدة. كما ضمَّت المجموعة بعض الهيئات الدولية ذات الصلة، وأهمها: البرلمان الأوروبي، ممثلاً برئيسه، والبنك المركزي الأوروبي، وصندوق النقد الدولي، والبنك الدولي للإنشاء والتعمير. تمثل مجموعة العشرين نحو 65 % من مجموع سكان العالم، وتقوم بما يعادل ثلثا التجارة الدولية، وتمتلك حوالى 90 % من ناتج العالم الخام، وعقد قادة دول مجموعة العشرين 6 مؤتمرات حتى الآن على مستوى القمة وذلك في نوفمبر 2008 في واشنطن وبداية أبريل 2009 في لندن وسبتمبر 2009 في بيتسبرغ ويونيو 2010 في تورونتو (كندا) وفي نوفمبر 2010 في سيول، وآخرها اجتماع مدينة كان الفرنسية في نوفمبر 2011، علمًا أن الاجتماع القادم ستستضيفه المكسيك، كما تعقد لقاءات على مستوى وزراء المالية والخارجية، وكذلك رؤساء برلمانات الدول الأعضاء.