في مبنى الأممالمتحدة الذي صدر عنه مؤخرًا الفيتو الروسي - الصيني بدعم الحرب اللا أخلاقية التي يقودها الرئيس السوري بشار الأسد ضد شعبه توجد لوحة جدارية كبيرة للفنان الإسباني بابلو بيكاسو هي نسخة طبق الأصل للوحته الأصلية المعروفة باسم «جيرونيكا» التي تحكي مأساة تلك المدينة الإسبانية ونرى فصولها تتكرر الآن في حمص وغيرها من المدن السورية. ويمكن القول دون أدنى مواربة أن ما تشهده تلك المدينة السورية المنكوبة من قصف صاروخي ومدفعي عنيف يستهدف المدنيين من السكان الآمنين دون تمييز، بما شهدته تلك المدينة الإسبانية الوادعة عام 1937 عندما تعرضت لهجوم شرس شنته القوات النازية والفاشستية بإيعاز من الجنرال فرانكو الذي حكم إسبانيا بالحديد والنار، فقد تحولت هذه المدينة المسالمة إلى فرن مشتعل بين ليلة وضحايا، عندما سقط خلال ذلك الهجوم الوحشي مئات القتلى وآلاف الجرحى دون تمييز. ومثلما يفعل الأسد الآن باختلاق الأعذار لتبرير جرائمه ضد الأبرياء، ومثلما فعل الجنرال شارون قبل ذلك في محاولة تبرئة نفسه من جريمته التي ارتكبها في صبرا وشاتيلا عام 1982، تنصل الجنرال فرانكو من مسؤوليته إزاء تلك الجريمة، وكذلك فعل النازيون والفاشيست !. من يشاهد ألسنة اللهب وسحب الدخان التي تتصاعد منذ بضعة أيام من الأبنية المحترقة والمدمرة في حمص، ويسمع وابل الانفجارات التي تتردد أصداءها في غضون ذلك لا بد وأن يعتقد للوهلة الأولى أن سوريا تتعرض لهجوم إسرائيلي مباغت، لكنه لابد وأن يفاجأ بأن هذا الهجوم الشامل إنما يتم من قبل القوات السورية التي تأتمر بأوامر طاغوت سوريا بشار الأسد الذي يراهن على أنه سيظل حتى بعد تلك المذابح الدموية مثلما فعل من قبله الطاغية فرانكو. لكن يبدو أن سفاح سوريا يتجاهل أن سلاحي العزلة والعقوبات الذي أصبح الآن أكثر فاعلية بعد قرار دول مجلس التعاون الخليجي، ومعها العديد من دول أوروبا سحب سفرائها من دمشق، وطرد سفراء سوريا لديها، إلى جانب ما تردد عن اتخاذها خطوات أخرى من بينها الاعتراف بالمعارضة، كل ذلك سيعجل بإسدال الستار على هذه الحقبة السوداء من تاريخ سوريا المعاصر .