يشهد مهرجان الجنادرية لهذا العام مشاركة أكثر من 300 حرفة يدوية متنوعة، بزيادة (32) حرفة عن الموسم السابق، كما يشارك بداخل السوق العديد من إمارات المناطق ودول مجلس التعاون الخليجي ممثلة بدولة الكويت وسلطنة عمان ومملكة البحرين ودولة الإمارات العربية المتحدة. وتبرز أوجه التراث الشعبي المختلفة متمثلة في جمع الصناعات اليدوية والحرف التقليدي، وذلك بهدف ربطها بواقع حاضرنا المعاصر والمحافظة عليها كهدف من أهداف المهرجان الأساسية وإظهارها لما تمثله من إبداع لتراث عريق لأبناء هذا الوطن على مدار أجيال سابقة إضافة إلى أنها تعتبر عنصر جذب جماهيري، وقد تمت مراعاة التجديد في الحرف اليدوية لتضيف مشاركات جديدة، وذلك بالتنسيق مع إمارات المناطق المشاركة. ويحتوي السوق الشعبي على (80) حرفة تقريبًا من أصل (300) حرفة يدوية مشاركة في دورة المهرجان لهذا العام ترعاها إدارة المهرجان ممثلة بلجنة التراث. وأكدت الهيئة العامة للسياحة والآثار أن دعم وتنمية الموروث الشعبي من خلال دعم الحرف والصناعات اليدوية ماديًا ومعنويًا، يعد أحد اهتماماتها الرئيسة ضمن خططها لتنمية التراث والسياحة الثقافية في المملكة، خاصة مع تنوّع الحرف والصناعات اليدوية ودورها في توفير فرص عمل لفئات عديدة من المواطنين في مختلف مناطق المملكة، إضافة إلى أهميتها في تنشيط الفعاليات السياحية في المملكة. مبينة أنها تعمل على تذليل الصعوبات التي تواجه الحرف والصناعات اليدوية، مثل المنافسة الشديدة من العمالة الوافدة، وكثرة ظهور المنتج المصنع آليًا، وتلاشي أصول التعليم والتدريب، وصعوبة تمويل إنتاج المصنوعات التقليدية وتسويقها، وهو ما أنذر بانحسار صناعة الحرف والصناعات التقليدية بالمملكة. مشيرة إلى أنها تنبهت إلى المخاطر التي تواجه الحرف اليدوية، وسارعت بإطلاق مشروع وطني لتطويرها، حيث يهدف المشروع إلى تنمية الحرف اليدوية ل(20) ألف حرفي وحرفية في المملكة، ليكون قطاعًا اقتصاديًا يسهم في دعم الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفقر والبطالة، وتقليل معدلات الهجرة إلى المدن. وأشارت هيئة السياحة إلى أنها انتهت من إعداد استراتيجية لتطوير قطاع الخرف وتنميته، وتضم الحرف التي تستهدفها الاستراتيجية (45) مجموعة من الحرف والصناعات التقليدية، وتتفرع منها قائمة من المنتجات اليدوية تشمل: صناعة السبح والأحجار الكريمة، المنتجات الفخارية، الخوصيات، الجلديات، الفضيات، الأسلحة التقليدية، المنتجات الحديدية لأغراض الزراعة، صناعة البشوت والأزياء الشعبية، صناعة الشباك والأقفاص والمزهريات والدلال والأحذية التقليدية والحلويات الشعبية والصناعات المرتبطة بمواد البناء التقليدية. كما نفذت الهيئة الكثير من المهام الخاصة بالحرف، منها إنشاء (5) مقرات دائمة للحرفيين في عدد من المناطق لمزاولة الأعمال الحرفية وتسويق منتجاتهم، ويجري العمل على تنفيذ (9) مقرات أخرى، كما أطلقت الهيئة (42) برنامجًا تدريبيًا للحرفيين استفاد منها (1502) حرفي وحرفية. وكشف مدير المشروع الوطني لتنمية وتطوير الحرف والصناعات اليدوية (بارع) بالهيئة العامة للسياحة والآثار المهندس سعيد القحطاني، أن الاستراتيجية الوطنية لتنمية الحرف والصناعات التقليدية في المملكة، قدرت إجمالي الحرفيين في المملكة ب 20671 فردًا منهم 45% سعوديون يمثلون 9248 فردًا، و55% غير سعوديين يمثلون 11423فردًا. ويمثل الذكور الحرفيون 13021 فردًا ما نسبته 63% من إجمالي الحرفيين في حين تمثل الحرفيات 37% وعددهن 7542 حرفية.