شهدت الشقيقة مصر بشعبها الأصيل وشبابها الناهض أمس الأول (الاثنين)، وتشهد اليوم (الأربعاء) مناسبتان سعيدتان تزامنًا معًا في وقت واحد تقريبًا معلنين عن فجر جديد لمصر الحضارة والعروبة والإسلام، المناسبة الأولى ولادة مجلس شعب جديد ، والمناسبة الثانية التي تلتها (اليوم) إحياء الذكرى الأولى لانطلاقة ثورة الخامس والعشرين من يناير التي أيقظت في مصر روح وطنية جديدة استلهمت كافة ثورات مصر السابقة ضد الظلم والفساد والطغيان منذ أحمد عرابي ومصطفى كامل ومحمد فريد وسعد زغلول وجمال عبدالناصر، لتعيد لأرض الكنانة دورها وحضورها وتأثيرها في محيطها الإقليمي والدولي، ولتعيد للشعب المصري اعتباره وحريته وكرامته الوطنية وحقوقه التي انتهكت في العهد السابق. لم يكن مستغربًا أن تتجه أنظار العالم كله إلى مصر في هاتين المناسبتين السعيدتين اللتين شكلتا منعطفًا تاريخيًا هامًا في تاريخها الحديث؛ ليكون الشعب والجيش معًا في قلب الحدث يجمعهما نشيد واحد وغاية نبيلة مشتركة ورسالة سامية جامعة، وليشاهد العالم كله ولادة مصر الجديدة، مصر الميدان ومصر البرلمان، مصر الوطن ومصر العروبة والإسلام، مصر الأزهر ومصر التعايش والتسامح والسلام، مصرالتاريخ ومصر الآثار والتراث، مصر الحاضر بآلامه وآماله ومصر المستقبل الواعد بتجلياته وإشراقاته، مصر الأهرامات الشامخة والسد العالي والنيل الخالد، ومصر قلعة العروبة والإسلام منذ أن تقدست أرضها بخطو إدريس وإبراهيم ويعقوب ويوسف وموسى وشعيب وعيسى عليهم السلام وحتى عهد الفتوحات والانتصارات: عهد عمرو بن العاص والناصر صلاح الدين وسيف الدين قطز، مصر التي حققت لهذه الأمة أعظم انتصاراتها في حطين وعين جالوت وأكتوبر عندما قهرت الصليبيين والمغول والإسرائيليين. انعقاد مجلس الشعب المصري الجديد بعد انتخابات نزيهة هو بلا شك إنجاز لتلك الثورة، وتسليم المجلس العسكري للبرلمان الجديد السلطة التشريعية والرقابية إنجاز آخر، وبيان شيخ الأزهر للبرلمان الجديد هو أيضًا إنجاز جديد؛ لأنه أعاد للأزهر هيبته ومكانته. اليوم والشعب المصري الشقيق يعيش هذه الأجواء فإنه يعتبرالمسؤول الأول عن حماية إنجازات الثورة بالوقوف صفًا واحدًا في مواجهة تحديات المرحلة من خلال تحقيق التوافق الوطني وتعاون كافة فئات الشعب مع الحكومة والبرلمان لبناء اقتصاد متين قادر على تحقيق الرخاء لكافة أطياف المجتمع.