أجزم أن ذلك الحرف الساحر في تمرير كل شيء على وجه الأرض لن يستطيع احد من بني البشر كبته في صدور أصحابه أو قتله من نحورهم لأنه» واو» معجون بماء الشياطين يتغلغل بسرعة تفوق الضوء والصوت وأحيانا كثيرة» البطش بالايادي» الى أي عمق يود صاحبه أن يصل به دون الحاجة الى تذكرة وحجز مقعد.. وطبيعي ليس لأحد سلطة عليه لأنه في الاصل كالسراب يمر امام ناظريك «خاصة ان كنت من طبقة الكادحين» ولايمكن لك أن تصطاده أو حتى تحاول اللحاق به فقد يحرق «سلسفيلك»ويجعلك تندم على فعلتك التي تعتقد أنها شريفة فيما يراها اصحاب «الواو» لقافة وحشر خشوم!! وحقيقة القول أن هناك أيادي خفية تلعب دورا رئيسا مع هذا الحرف لدى أثخن مسؤول.. وهي تجربة يمكن أن يفعلها أي شخص تمرمط مسبقاً في أي إدارة حكومية.. بعد أن أثخنتنا جراح التزلف والكذب وأضعنا الكثير من مفاهيمنا العريقة ووصلنا الى مرحلة النزق في شتى أمورنا اليومية .. ولعل هناك من يشاطرني شتم هذا الحرف اللعين.... وهو ماينطبق تماما على الطريقة التي تعمل بها بعض قطاعاتنا الرسمية وما يحدث في أروقتها من ضبط لعمليات فساد او تحايل باسم القانون ينكشف أمره على الملأ ليخرج علينا في كل مرة مسؤول يعلن فيها بالتهديد والوعيد عن كشف اسماء المتورطين بينما نحن لانريد فقط التعريف ب لصوص صغار يلهفون ألفاً أو حتى مائة ألف ..بل نريد من يكشف لنا عن أباطرة لمشاريع فاشلة وأسماء رنانة رغم انهم بدأوا موظفين صغارا ولكنهم عرفوا من اين تؤكل الكتف فأكلوها مع الظهر !! هؤلاء هم لصوص لاتشبع امعاؤهم من الدسم..»شكلي هالمرة خبصت أمها «.. لأن السارق الصغير لم يجد من يردعه في بداية أمره أو أنه شاهد من هو أكبر منه يغترف ففعل على قدر وظيفته !! .. هل يستوجب الامر في كل مرة تدخل الجهات العليا لكبح جماح الايادي الطامعة بمقدراتنا الوطنية .. دعونا نوقف تلكم التصريحات التي تصم آذاننا بنشر اسماء الصغار وتتجاهل اللصوص الحقيقيين .. فقط رأفة بعقولنا التي تحنطت بفعل عوامل الحكي..