تحتضن جدة برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أعمال المنتدى الخليجي الدولي للبنية التحتية وتأثيرها في البيئة الذي تنطلق فعالياته في 21 صفر الحالي ويستمر ثلاثة أيام، ماذا تعني لكم هذه الرعاية؟ رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وموافقته الكريمة على إقامة المنتدى يجسد اهتمامه ودعمه المتواصل للعمل البيئي من أجل غرس مفهوم الثقافة البيئية لدى القطاعات وشرائح المجتمع كافة، كما أن اهتمام ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز والرعاية التي يوليها للعمل البيئي، خصوصا لهذا المنتدى الذي يشارك فيه كبار الخبراء والمتخصصين وصانعو القرار لمناقشة كل الموضوعات البيئية من أجل بيئة نظيفة قادرة على النمو وحماية الأجيال، يعكس أيضا أن المملكة ومن إيمانها العميق بحماية البيئة لا تتوانى من عقد مثل هذه المنتديات التي يتجمع فيها علماء البيئة من كل مكان في العالم من أجل الوصول إلى حلول عملية تضمن سلامة ومستقبل الأجيال المقبلة كما لا يفوتني أن أشير إلى أن جهود ودعم صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن ناصر الرئيس العام للأرصاد وحماية البيئة رئيس المنتدى أعطت الجميع حافزا من أجل أن يخرج هذا المنتدى في صورته المأمولة. علم أخضر تبنت جمعية البيئة السعودية واحدًا من اهم البرامج للحفاظ على البيئة من التدهور بيئتي علم اخضر وطن اخضر هل يمكن القاء الضوء على هذا البرنامج؟ البرنامج الوطني للتوعية البيئية والتنمية المستدامة تحت عنوان (علم أخضر وطن أخضر) يهدف إلى الوصول إلى ثقافة بيئية تبدأ من روح المجتمع وأبنائه سواء فيما يتعلق بالمحافظة على البيئة من حيث الصحة العامة إلى القضايا الأكثر أهمية كإدارة تدوير النفايات والتغيير المناخي وتأثير التلوث الهوائي والبيئة البحرية والساحلية والتسوق البيئي وترشيد الاستهلاك والصحة والبيئة. والبرنامج يهدف إلى تبادل الأفكار والآراء لتنفيذ الفعاليات والبرامج التي من شأنها زيادة الوعي والارتقاء بمستوى البيئة للأجيال القادمة. الحس البيئي من ضمن ادوات البرنامج الوطني بيئتي علم اخضر وطن اخضر وجود مدارس الحس البيئي ماذا تم في هذا الشان؟ تم اختيار مدينة جدة أول مدينة سعودية لتطبيق معايير ومفاهيم مدارس الحس البيئي احد الأدوات التنفيذية للبرنامج الوطني للتوعية البيئية والتنمية المستدامة بيئتي علم اخضر وطن اخضر حيث ستنطلق مع بداية ربيع الأول القادم ورش عمل تدريبية تنظمها جمعية البيئة السعودية في 60 مدرسة مستهدفة 120 معلما ومعلمة في فصول رياض الأطفال والمرحلة الابتدائية والمتوسطة لمدة 21 يوما لتدريبهم على هذا البرنامج وستقوم جمعية البيئة السعودية بتنظيم هذه الدورات التدريبية بعد ذلك في خمسة مدن سعودية مستهدفا 300 مدرسة لتدريب 3 آلاف معلم ومعلمة وسيتم توزيع 3000 آلاف حقيبة تدريب. وورش التدريب التي ستنطلق في مدينة جدة تهدف إلى تبادل الأفكار والآراء لتنفيذ الفعاليات والبرامج التي من شأنها زيادة الوعي والارتقاء بمستوى البيئة في الأجيال القادمة كما أن الدور المهم والفاعل الذي يمكن أن تقدمه وزارة التربية والتعليم في تقديم نموذج متفرد لبث وغرس ثقافة العمل البيئي بين طلاب وطالبات المدارس والذي يمثل شريحة كبيرة من المجتمع بكل فئاته العمرية من خلال تبني الوزارة واعداد المعلمين والمعلمات لبرنامج الحس البيئي الذي يعتبر أحد أهم أدوات البرنامج الوطني البيئي، وأن هذا التعاون ينطلق من تأكيد أهمية المسؤولية الاجتماعية للحفاظ على البيئة مما يسهم في خلق أجيال لديها الوعي الكامل في المحافظة على البيئة. قضايا الاستثمار إلى ماذا سيتطرق المؤتمر؟ المنتدى سوف يتطرق إلى موضوع قضايا الاستثمار لمشروعات البناء الاخضر وبنية النقل التحتية في دول مجلس التعاون الخليجي من خلال حماية البيئة وفرص التمويل، وإدماج الاستدامة في المشروعات الكبرى، وتحقيق التوازن ويعد من ابرز المنتديات التي تبحث في مصير الانسان كهدف ورسالة وحماية الاجيال القادمة من خطر وشيك قد يقع لهم في المستقبل ولعل المسؤولية المجتمعية والانسانية تتطلب من كل دول الخليج العمل على رسم اليات المستقبل القادم لهذه الاجيال من خلال حماية البيئة وصون مواردها والوقوف بقوة ضد كل المخاطر التي تعمل على تدميرها والنيل منها سواء كان ذلك بفعل النمو او بفعل الانسان بشكل عام والمساهمة في تطبيق الحلول المقترحة. الانعكاس على البيئة ولماذا سمي منتدى البنية التحتية لدول الخليج وانعكاسها على البيئة؟ انت تدرك أن المجتمعات في مختلف أنحاء العالم تبذل جهودًا كبيرة لبناء اقتصاد مزدهر وتحقيق الرفاه الاجتماعي والمحافظة على سلامة البيئة. ولا يختلف الحال حتما في دول الخليج العربي فمن خلال الرؤية الاقتصادية 2030، فان الدول الخليجية تعمل إلى تحقيق هذه الأهداف وبناء اقتصاد يتسم بالاستقرار والاستدامة من خلال مجموعة واسعة ومتنوعة من المشروعات في مختلف القطاعات ومن الأولويات التي ينبغي التركيز عليها لتحقيق هذه الرؤية الطموحة هي العمل على توفير بنية تحتية متطورة ومبانٍ حديثة وفق أرقى المعايير والمواصفات البيئية العالمية، وذلك لمواكبة معدلات النمو الاقتصادي المرتفعة التي تشهدها المنطقة وفي ضوء تنامي الوعي بالانعكاسات البيئية للأنشطة البشرية ومع زيادة الطلب على الطاقة وفي ظل التحديات التي يفرضها تغير المناخ، تتجلى الحاجة الماسة لتكثيف الجهود من أجل التوصل إلى حلول «خضراء» في كل مجالات الحياة. مستهلكو الطاقة المنتدى يركز على اقامة ما يسمى بالمباني الخضراء فهل يمكن التوضيح؟؟ المباني تعتبر من أكبر مستهلكي الطاقة، فضلًا عن أنها مساهم رئيسي في انعكاسات تغير المناخ. ويشير «برنامج الأممالمتحدة للبيئة» إلى أن المباني وحدها تستهلك ما بين 30-40% من إجمالي إنتاج الطاقة في العالم. وبطبيعة الحال، لا يمكننا تجاهل هذه الأرقام الكبيرة ومن الضروري اتخاذ إجراءات فورية للحيلولة دون تفاقم الأوضاع. وبفضل النظرة الثاقبة للقيادة الحكيمة في المملكة العربية السعودية في مواجهة هذه التحديات وتحويلها إلى فرص لتعزيز النمو الاقتصادي وتحسين رفاه المجتمع وحماية البيئة، وذلك من خلال تعديل المجمعات العمرانية لتصبح أكثر كفاءة في استخدام الطاقة وأكثر صداقة تجاه البيئة. وأهم ما يميز المباني الخضراء أنها تجمع بين تحسين المردود الاقتصادي والحد من الآثار السلبية على البيئة وتعزيز كفاءة المباني في استخدام الطاقة والمياه والاعتماد قدر الإمكان على مواد البناء المحلية لضمان أن يكون الانتقال إلى المباني «الخضراء» مجديًا من الناحيتين الاقتصادية والبيئية. ولكن ما الرسالة التي سيوجهها منتدى البنية التحيتية؟ نسعى إلى مبادرة «استدامة» تهدف إلى إرساء ثقافة التطوير العمراني المستدام من خلال التعاون بين كافة الجهات المعنية، بما فيها الحكومة والمطورين العقاريين ومشغلي المباني والأفراد، والتركيز على التكامل والتعاون والتآزر في جميع مراحل دورة حياة التصميم والتطوير والإنشاء. إن من أبرز التحديات التي تواجه الدول الخليجية مشروعات التطوير العمراني والنجاح في بناء مجتمعات صحية ونابضة بالحيوية مع المحافظة في الوقت نفسه على البيئة واتخاذ قرارات اقتصادية صائبة. إلا أن هذا التحدي يقدم أيضًا فرصًا مجدية، إذ إن التحول إلى المباني «الخضراء» يحقق انعكاسات إيجابية كبيرة على البيئة، إضافة إلى أن الاستثمار في تطوير البنية التحتية سيعود بنتائج اقتصادية واجتماعية تتيح الارتقاء بمستوى الحياة. نقلة نوعية شهدت المملكة تطورا كبيرا ونقلة نوعية في مجال العمل البيئي، كيف تقيمون الجهود المبذولة حاليا في المحافظة على البيئة؟ - المملكة تعمل منذ فترة على أن تحقق القدر الأكبر من العمل من أجل البيئة، ولعل إعلان إنشاء جمعية البيئة السعودية واحد من أهم القرارات التي اتخذت من أجل تكثيف هذا الجهد والإعلان عن منتديات للبيئة والتنمية المستدامة الذي يأتي في ظل الكثير من الظروف والأحداث والمتغيرات التي يشهدها العالم طبيعية أو مكتسبة في مجال البيئة هو أكبر دليل على ذلك، ولا شك هناك الكثير من الأخطار التي تهدد البيئة وقد تؤدي إلى تدهورها، ولا بد من عقد مثل هذه المنتديات من أجل بحث كل الحلول ووضع الآليات التي تعمل على وجود منهجية واستراتيجية علمية وعملية من أجل بيئة صحية تحمي الأجيال المقبلة.