المصريون في حيرة يريدون أن يعرفوا العلاقة بين المجلس العسكري، ومجلس الوزراء، والمجلس الاستشاري ومجلس الشعب، ومجلس الدولة. وإذا كان للمجلس العسكري رئيس يمكن أن تستثنى صفته من السيد الرئيس إلى سيادة المشير، فما الحال مع السيد رئيس مجلس الوزراء الذي أخذ أو مُنح صلاحيات فخامة الرئيس؟ ومع السيد منصور حسن الذي أخذ منصب رئيس المجلس الاستشاري، والسيد مرسي أو الدكتور بلتاجي المرشحين ليكون أحدهما السيد رئيس مجلس الشعب؟! لقد ابتدع لبنان هذه الفكرة – فكرة تعدد الرؤساء لاعتبارات طائفية إذ يوجد هناك فخامة الرئيس سليمان وفخامة الرئيس ميقاتي، وفخامة الرئيس بري. لكن الوضع في مصر بحمد الله وحتى الآن لم يصل إلى حد الرئيس مرسي «إخوان» والرئيس أبو إسماعيل «النور» والرئيس أبو العلا «الوسط» والرئيس ساويرس «الكتلة» والرئيس عبدالماجد «الجماعة»! الوضع في مصر كان طوال يناير وفبراير على قلب شهيد واحد سقط في ميدان التحرير.. لكنهم في مارس أجروا استفتاءً ملغماً قسم الشعب إلى فئتين لكل منهما رئيس! شيئاً فشيئاً جاء الإعلان الدستوري فأصبح الرئيسان ثلاثة، ثم جاءت الانتخابات الأخيرة فأصبح الرؤساء الثلاثة خمسة. هذا إلى جانب المرشحين المحتملين وعددهم يتجاوز العشرة ليصبح لمصر خمسة عشر رئيساً على الأقل في عين العدو! ولحسن الحظ أنه يتم الآن وبمهارة حرق الرؤساء المحتملين أولاً بأول تارة بإبعادهم عن ميدان التحرير وأخرى بجذبهم نحو المجلس الاستشاري أو الانتحاري! لقد احترق أكثر من ثلاثة أرباع المرشحين المحتملين بنار الشعب المتقدة في ميدان التحرير وبتحديد أدق لم يتبق من المرشحين الذين يحظون بتأييد أو حب الجماهير سوى ثلاثة! ولعلك تلاحظ أن ثلاثتهم لم يقتربوا من المجالس الثلاثة أو الأربعة. المثير للدهشة أن ثمة توافقا ملحوظا بين ثلاثتهم حتى أن أولهم يرضى أن يكون نائباً للثالث، وثالثهم يوافق أن يكون نائباً للثاني.. يحدث ذلك رغم أنهم يمثلون ثلاثة تيارات مختلفة.. وإذا كان الأول والثاني قد تصدوا للرئيس الراحل أنور السادات وأخرجوه عن أعصابه، فإن الثالث تصدى للرئيس ال «أرحل» حسني مبارك فوقف له بالمرصاد.. حتى الآن! هذا عن المرشحين المحتملين.. أما عن المرشح المؤكد والذي لم يظهر بعد فهو «الشيخ الرئيس» ابن سينا طبعًا.!