صدر عن دار العالم العربي للكتاب، الترجمة العربية لكتاب «أصل التفاوت بين الناس»، من تأليف الفيلسوف جان جاك روسو (28 يونيو 1712- 2 يوليو 1778)، ونقله للغة العربية عادل زُغيتر، ويقع الكتاب في 142 صفحة من القطع المتوسط. ويشير «عادل زغيتر» في مقدمته للكتاب، إلى أن روسو نشر كتاب «أصل التفاوت» في عام 1755 مقدمًا إلى جمهورية جنيف، وتدل كلمة «الطبيعة» هنا على تطور كبير، فلا يعارض روسو بها شرور المجتمع معارضةً فارغةً، بل تنطوي على أمور إيجابية، فنرى نصف «أصل التفاوت» يشتمل على وصف خيالي لحال الطبيعة التي يكون الإنسان فيها محصورًا ضمن أضيق مجال مع قليل احتياج إلى أمثاله، وقليل اكتراث لما وراء احتياجات الساعة الحاضرة. وفي هذا الكتاب صرح روسو، بأنه لا يفترض وجود الحال الطبيعة فعلًا، وإنما يستحسن حالًا من الهمجية متوسطة بين الحال الطبيعية، والحال الاجتماعية يحافظ الناس بها على البساطة ومنافع الطبيعة، ويظهر من تعليقات روسو على متن الكتاب، أنه لا يريد رجوع المجتمع الفاسد إلى حال الطبيعة، وإنما يعد المجتمع أمرًا لا مفر منه مع فساده، وهو يعلل هذا الفساد بالتفاوت بين أفراد المجتمع في المعاملات والحقوق، فيتغنى بالإنسان الطبيعي الطاهر، ويقول بتلك الحال المتوسطة حيث تسوده المساواة. وقد وجد من يؤاخذ روسو على سلوكه منهاج التاريخ في «أصل التفاوت»، مع أنه لم يحرص على إلباس هذا الكتاب ثوبًا تاريخيًا، وانتحال المناحي التاريخية الزائفة من خصائص القرن السابع عشر، والقرن الثامن عشر، وروسو لم يبال بهذه المناحي. ويوضح «زغيتر»، أن كتاب «أصل التفاوت» يعدُ مدخلًا لكتاب «العقد الاجتماعي» الذي ظهر سنة 1762م، ولا بد للوقوف على ما اشتمل عليه «العقد الاجتماعي» من أصول ومبادئ، وفيه حمل روسو على الرق وعدم والمساواة، وناضل من أجل حقوق الإنسان وأقامها على طبيعة الأمور، وقال: إن هدف كل نظام اجتماعي وسياسي هو حفظ حقوق كل فرد، وإن الشعب وحده هو صاحب السيادة، وكان روسو يهدف في هذا الكتاب إلى النظام الجمهوري، فتحقق هذا النظام بالثورة الفرنسية بعد ثلاثين سنة حين اتخذ «العقد الاجتماعي» إنجيل هذه الثورة.